قالت نديرة الكرماعي، العاملة المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المبادرة جاءت بمنهجية عمل جديدة، تتجسد في التقييم والمراقبة والافتحاص المستمر لسير جميع المشاريع، مؤكدة أن جميع الفاعلين والشركاء يجدون راحتهم في هذا التقييم. تلميذات يستفدن من دعم في المعلوميات بمركز اجتماعي (مشواري) وأضافت الكرماعي، في تصريح ل "المغربية"، وسط جبال الأطلس المتوسط، على هامش تنظيم "الخميس الإعلامي للمبادرة بجهة تادلة- أزيلال"، الأربعاء الماضي، أن هناك شفافية في جميع مراحل تدبير مشاريع المبادرة، معتبرة أن "الشفافية وحسن التدبير أمر مهم، يعطي نوعا من المصداقية". وأوضحت المنسقة الوطنية أن هناك 15 دولة شريكة للمبادرة، ومواكبة لها، مشددة على أن هذه الدول لا يمكن أن تمنح دعمها إلا بعد وجود مؤشرات تؤكد أن المشاريع تحققت على أرض الواقع. وأفادت الكرماعي أن "شركاء المبادرة، من البنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، وألمانيا، وبلجيكا، والعربية السعودية، والبنك الإسلامي، يراقبون، ويتتبعون، ويفتحصون مشاريع المبادرة، عن طريق إيفاد خبراء من طرفهم". وزادت موضحة أن "الاتحاد الأوروبي أوفد 6 خبراء، عاينوا المشاريع على أرض الواقع، لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، والأمر نفسه وقع من طرف البنك الدولي، في حين، أن مهمة التنسيقية كانت في تسهيل عمل هؤلاء الخبراء، ومدهم بجميع الإمكانيات للاشتغال في جو من الشفافية، لإنجاز تقاريرهم، انطلاقا من الواقع الميداني، ومحاورة الجمعيات، وحاملي المشاريع، والمستفيدين، إضافة إلى أن هذه التقارير تبنى على تقييم نسبة مشاركة المرأة، والشباب". وذكرت العامل، الكرماعي، أن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أعلنا عن تقاريرهما في دجنبر الماضي، وبعدها، مباشرة، قدما للتنسيقية منحهما المالية في المبادرة بخصوص السنة الجارية، مؤكدة أن هذا "الأمر يبشر بالخير، إذ لو أن تلك التقارير لم تكن إيجابية، لما منحونا مساهماتهم". ونفت الكرماعي أن تكون لجان الافتحاص والمراقبة سجلت، لحد الآن، أي تلاعبات مالية في المشاريع، مشددة على أن "هذه النتائج مبعث افتخار للجميع، دون استثناء". وبعد أن أبرزت أن المبادرة لا تحل محل القطاعات الحكومية، بل هي مواكبة ومكملة لعملها، أعلنت نديرة الكرماعي أن المشاريع المنجزة، في إطار المبادرة لا تقررها التنسيقية الوطنية، بل يقترحها السكان، وفق حاجياتهم ومتطلباتهم. وأفادت العامل، المنسقة الوطنية للمبادرة، أن مرحلة 2011 - 2015، ستشهد "التركيز أكثر على تسويق منتجات المشاريع، لأنها تصطدم بعائق التسويق". وبلغ عدد المشاريع المنجزة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة تادلة أزيلال، برسم 2005 و2009، حوالي 1020 مشروعا، استفاد منها نحو 677 ألفا و200 شخص. وحسب وثيقة لإنجازات المبادرة، وزعت على الصحافيين، خلال أشغال الخميس الإعلامي للمبادرة، المنظم بجهة تادلة- أزيلال، تحت شعار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: فضاء للتبادل من أجل تثمين التجارب"، فإن برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي عرف إنجاز 451 مشروعا، استفاد منها 207 آلاف و145 نسمة، وبرنامج الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري عرف إنجاز 105 مشاريع، استفاد منها 56 ألفا و760 نسمة". أما البرنامج الأفقي، توضح الوثيقة، فشهد إنجاز 392 مشروعا، استفادت منها 400 ألف نسمة، في حين، كان نصيب برنامج محاربة الهشاشة 72 مشروعا، استفاد منها 10 آلاف و613 نسمة. وقال محمد الدردوري، والي جهة تادلة- أزيلال، في كلمة بالمناسبة، إن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت في فك العزلة عن هذه المنطقة الجبلية، من خلال تعزيز البنيات التحتية الطرقية، ومحاربة الإقصاء الاجتماعي، وتقديم خدمات في مجال التعليم، والتربية غير النظامية. وأضاف الوالي أن "اللجان الإقليمية والمحلية تسهر على مراقبة المشاريع مراقبة صارمة، كي لا تتأذى روح المبادرة، وتصل أهدافها إلى المستفيدين منها"، موضحا أن قيم هذه المبادرة يجري ترسيخها، من خلال دعم القدرات المحلية والتواصل المعتمد على القرب. وأجمع العديد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني على إيجابية حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالجهة، مشددين على أن المشاريع المنجزة مكنت من تسهيل ولوج السكان إلى مختلف الخدمات الاجتماعية، وفتحت الطريق نحو العديد من المستفيدين في توفير مورد رزق جديد. وهؤلاء تحدثوا عن اصطدامهم بعراقيل تسويق منتجاتهم، مطالبين بإيجاد حل لهذا العائق، كأن تصبح للمنتوجات ماركة معترف بها، يجري تسويقها بشكل منظم. وقالت فاطنة بوروسين، من تعاونية 8 مارس لتربية الأرانب، إن هذه التعاونية استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سنة 2006، وأن 14 امرأة منخرطة في التعاونية، استفدن من هذا المشروع، الذي أصبح يوفر لهن دخلا إضافيا. وأوضحت أن مشروع تربية الأرانب، الذي انخرطت فيه، ناجح مائة في المائة، وأن الأرباح تقسم بينهن بالتساوي. من جهتها، قالت تلميذة تدرس بالباكالوريا، وتقيم بالمركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بالفقيه بنصالح، إنه لولا المركز لما تمكنت من متابعة دراستها، شأنها شأن العديد من التلميذات في البوادي. وأضافت التلميذة، التي حصلت على معدل 16.50 في الدورة الأولى تخصص علوم الحياة والأرض، أنها تقطن بدوار أولاد عبد الله، على بعد 25 كلم عن الفقيه بنصالح، مشددة على أنها ستتابع دراستها، بفضل خدمات المركز. وزار الوفد الإعلامي بعض المشاريع المنجزة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويتعلق الأمر بالمركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات بالفقيه بنصالح، الذي يهدف إلى تشجيع تعليم الأطفال والتقليص من نسبة الهدر المدرسي والانقطاع، والمركز السوسيو- ثقافي المسيرة، ببني ملال، الذي يستفيد منه 600 شخص، في مجال محاربة الأمية، والإعلاميات، والخياطة. كما جرت زيارة مشاريع واعدة بالجماعة القروية الناوور، ويتعلق الأمر ببناء قاعة للولادة، ومركز سوسيو ثقافي، وغيرهما.