انطلقت اليوم الثلاثاء بمدينة الحمامات التونسية أشغال الدورة الثانية للندوة الدولية المتوسطية (لقاءات المتوسط) تحت شعار (من أجل رؤية مشتركة للمتوسط .. إستراتيجية، مشاريع ، وتمويل)، بمشاركة نحو 400 من الشخصيات السياسية والفاعلين الاقتصاديين ورؤساء المقاولات والخبراء والباحثين من مختلف بلدان ضفتي المتوسط، من بينها المغرب. ويرمي هذا اللقاء الذي يستمر يومين إلى مناقشة عدد من المحاور والاتفاق على وثيقة تتضمن جملة من الاقتراحات والتوصيات حول رؤية متوسطية موحدة لمستقبل التعاون والشراكة في الفضاء الأورو-متوسطي ، ستقدم للقمة المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط المزمع عقدها في وقت لاحق من هذه السنة ببرشلونة. ويمثل المغرب في هذه الندوة مجموعة من المسؤولين والباحثين والخبراء ورجال الأعمال من بينهم المدير العام للمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، السيد توفيق ملين الذي شارك في إعداد مشروع الوثيقة التي سيناقشها المشاركون ورئيس قسم بمديرية السقي والتهيئة الفلاحية بوزارة الفلاحة والصيد البحري السيد المهدي الريفي، الذي سيقدم عرضا حول تجربة المغرب في مجال تدبير الموارد المائية الفلاحية في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقال الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي، في الجلسة الافتتاحية للندوة التي ينظمها المعهد الأوروبي للمتوسط ومعهد الاستشراف الاقتصادي بتعاون مع المعهد العربي لرؤساء المقاولات بتونس، إن تدعيم أركان شراكة أورومتوسطية فاعلة ودائمة، أصبحت اليوم "ضرورة قصوى"، في ظل تواصل تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ومضاعفتها الأخيرة على منطقة الاورو. وبعد أن أكد أن المسار الاورومتوسطي ، أصبح اليوم في أمس الحاجة إلى دفعة جديدة ، خاصة وأن كل المعطيات تبرز أنه "مازال دون التطلعات"، أوضح أن الاستثمارات الاوروبية في جنوب المتوسط وشرقه بقيت متواضعة، وأن المبادلات التجارية بين بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط لا تزال ضعيفة ولا تتجاوز 7 بالمائة، في حين أن الدعم المالي الأوروبي لبلدان جنوب المتوسط وشرقه يظل محدودا رغم التحسن الذي شهده بعد ابرام اتفاقيات الشراكة وخاصة في اطار برنامج (ميدا) والآلية المالية لسياسة الجوار. ولاحظ السيد محمد الغنوشي أن مسلسل برشلونة لم يف بوعوده في مجال تقليص الفجوة التنموية حيث تباعد الدخل الفردي بين بلدان شمال المتوسط وجنوبه، داعيا الى ضرورة التأسيس لمرحلة جديدة للشراكة الاورومتوسطية وفق رؤية ترتكز على استراتيجيات متناسقة ومتكاملة تتيح تسريع نسق الاندماج الاقتصادى للفضاء الاورو متوسطى بما يعود بالفائدة على الجميع شمال المتوسط وجنوبه.