انطلقت الاثنين بمدينة برشلونة, أشغال الاسبوع المتوسطي الثالث للفاعلين الاقتصاديين, بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والهيئات الاقتصادية في عدة بلدان بضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط, من بينها المغرب. ويتوخى هذا المنتدى أن يكون موعدا سنويا يجمع بين رجال الأعمال وأصحاب القرار ببلدان البحر الأبيض المتوسط, لمقارنة تجاربهم في القطاعين الخاص والعام, وتحليل التحديات المختلفة التي يواجهونها. وحسب منظمي هذا الملتقى, فإن الهدف يكمن في المساهمة في الرفع من تدفقات الاستثمارات الخاصة, التي تشكل شرطا لا محيد عنه من أجل تسريع وتيرة النمو الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى, دعا رئيس جمعية غرف التجارة والصناعة بحوض البحر الأبيض المتوسط مراد يالسينتاس, إلى تطوير التعاون بين اقتصادات بلدان البحر الأبيض المتوسط, من خلال إطلاق أعمال ملموسة تهدف إلى تعزيز التكامل داخل هذا التجمع الاقليمى. وشدد على أهمية وضع آليات تعزيز التكامل بين اقتصاداتها, وتشجيع التخصص في الإنتاج, وإنشاء ملتقيات للالتقاء والنقاش بين الفاعلين الاقتصاديين في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأكد يالسينتاس في هذا السياق, أن الأزمة الاقتصادية العالمية "أظهرت أهمية العمل المشترك" من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والإقليمي. ومن جانبه أبرز مدير وحدة العلاقات المؤسساتية بالبنك الأوروبي للاستثمار إيوانيس كالتساس, أن مهمة الاتحاد من أجل المتوسط تتمثل في الحفاظ على مكتسبات عملية برشلونة, ووضع إطار جديد للتعاون الأورومتوسطي, مشيرا إلى أهمية عقد مثل هذه الاجتماعات لتبادل الأفكار حول هذا الموضوع. أما المدير العام للمعهد الاوروبي للبحر الابيض المتوسط سينين فلورنسا, فقد اعتبر أن البلدان الأورومتوسطية, توجد في بداية حقبة جديدة من التعاون, مؤكدا على أهمية تقييم انجازات هذه الشراكة وأبرز أن "الأزمة الاقتصادية العالمية تقودنا نحو مزيد من التكامل حتى نتمكن من أن نكون أكثر قدرة على المنافسة مقارنة مع تجمعات إقليمية أخرى". ومن جهته أكد جوليان أبيرت المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية لدى الرئاسة الفرنسية المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط, أن الفاعلين الاقتصاديين ببلدان حوض البحر المتوسط, واعون بأهمية الاتحاد من أجل المتوسط, منوها بعقد مثل هذه اللقاءات المخصصة لبحث هذا الموضوع. وأشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط, الذي يتقدم بفضل مبادرات ملموسة, يواجه العديد من التحديات, خاصة منها ما يتعلق بتعبئة الأموال اللازمة للمشاريع الصناعية الكبيرة والصغيرة, والتفكير في المردودية الاقتصادية وليس فقط المالية, وكسب رهان المقاولات الصغرى والمتوسطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط, والبحث عن السبل الكفيلة بتأمين مجال الأعمال. ويهدف الأسبوع المتوسطي الثالث للفاعلين الإقتصاديين, المنظم من قبل جمعية غرف التجارة والصناعة بحوض البحر الابيض المتوسط وغرفة التجارة ببرشلونة, الى تعزيز الركيزة الاقتصادية للاتحاد من أجل المتوسط وأمانته الدائمة التي يوجد مقرها في برشلونة. وسيتم في إطار هذا المنتدى الاقتصادي المتوسطي, تنظيم عدد من اللقاءات الاقتصادية بمشاركة عدد من الشخصيات التي تنتمي إلى عالم السياسة والمال والمقاولة, من بينها الدورة السادسة لملتقى الاعمال والتنمية بشمال إفريقيا, الذي يعتبر أحد أهم الملتقيات التي تجمع بين رؤساء المقاولات ببلدان أوروبا والمغرب العربي (2 و3 نونبر), والمنتدى الاقتصادي للمدينة المتوسطية (3 و4 نونبر), والملتقى الاورومتوسطي لبرشلونة (5 نونبر) ومنتدى النساء المقاولات بحوض البحر الابيض المتوسط (5 و6 نونبر). كما سيتم في إطار هذا المنتدى المتوسطي الثالث, تنظيم اجتماعات بين المنعشين الاقتصاديين بضفتي حوض البحر الابيض المتوسط, ستخصص لتعزيز التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط, وتسهيل المبادلات التجارية وإمكانيات تقوية الشراكة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.وحسب المنظمين فإن هذا المنتدى ينعقد في "ظرفية خاصة تتميز بالازمة الاقتصادية العالمية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر, وهو ما ينذر بوقوع انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي العالمي", ويستلزم تكثيف التعاون للتغلب على الوضعية الاقتصادية الحالية.