أكد إدريس العلوي المدغري رئيس الجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي يوم الجمعة بالدار البيضاء أن الذكاء الاقتصادي يشكل دعامة رئيسية للتعاون وتعزيز العلاقات بين ضفتي المتوسط عبر تبادل المعلومات وإحداث شبكات معلوماتية مشتركة. وقال خلال افتتاح الدورة السنوية الثانية للجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي حول «الذكاء الاقتصادي في الفضاء المتوسطي» إن أهمية الذكاء الاقتصادي تكمن في قدرته على تعزيز الروابط وتمتين العلاقات بين البلدان المتوسطية. وشدد في هذا السياق على أهمية إحداث آلية تعاون في مجال الذكاء الاقتصادي بحوض البحر الأبيض المتوسط من خلال إنشاء خلية للتفكير وكذا توسيع النقاش بين الأطراف المشاركة حول القضايا التي تهم الفضاء المتوسطي في ظل العالم المعاصر وفي مواجهة إكراهات ومزايا العولمة. وبعد أن أشار إلى أن حوض المتوسط تتهدده عدد من المخاطر منها على الخصوص المخاطر البيئية والأمنية والسوسيو اقتصادية، أبرز أن المغرب العربي يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والسلم بالمنطقة. وأوضح أن هناك خمسة محاور لا بد من إعطائها الأولوية في التفكير وتشمل مسألة التدبير المشترك للمخاطر, وبلورة مشروع تربوي مشترك بين بلدان المغرب العربي, وإحداث مشروع اقتصادي مغاربي إلى جانب وجود مؤسسة مالية, ومجتمع مدني مغاربي. كما أبرز ألدو رومانو مدير المدرسة العليا التابعة لجامعة سالنتو (إيطاليا) التي ساهمت في تنظيم هذا اللقاء الاقتصادي إلى جانب جامعة «الأخوين» أهمية الذكاء الاقتصادي في الفضاء المتوسطي معتبرا أنه يشكل مجموع المبادرات المتناسقة في مجال البحث ومعالجة وبث المعلومة المفيدة للفاعلين الاقتصاديين بهدف تفعيل استراتيجياتهم الفردية والجماعية. وطرح في هذا الإطار مجموعة قضايا أساسية بخصوص الذكاء الاقتصادي ومنها إمكانيات وفرص التعاون بين مختلف الفاعلين على الصعيد المتوسطي وسبل خلق وتعزيز التعاون بين المؤسسات والفضاءات المتوسطية في مجال توقع الأزمات ومد جسور التواصل في ما بينها. وتهدف هذه الدورة المنظمة بدعم من المنتدى الفرانكفوني للأعمال إلى مناقشة مواضيع تهم الذكاء الاقتصادي وتجلياته ومجالات الاستفادة منه ودارسة محاور موضوعاتية تخص «رؤية أخرى للمتوسط» و«شبكات التفكير والتأثير في الفضاء المتوسطي» و«ًممارسات الذكاء الاقتصادي في الفضاء المتوسطي».. وعرف هذا الملتقى مشاركة خبراء من ضفتي المتوسط ورؤساء مقاولات وصانعي قرار عموميين إلى جانب باحثين مغاربة وأجانب. وتعد الجمعية التي تأسست سنة2006 فضاء لتبادل وتعميق التفكير حول مواضيع تتعلق بالذكاء الاقتصادي والتشارك بين الأوساط المهتمة بهذا المجال. كما تتوخى تشجيع الذكاء الاقتصادي وتعميم مفاهيمه ومناهجه ووسائله في مؤسسات التكوين العالي, فضلا عن القيام بأنشطة تحسيسية موجهة للعموم عبر تكثيف الاتصالات مع التجمعات المهنية والهيئات الجهوية والوطنية والدولية لتشجيع وتثمين المقاربات والممارسات في ميدان الذكاء الاقتصادي.