أكد عبد المالك العلوي مستشار في الذكاء الاقتصادي أن المغرب في حاجة إلى اعتماد استراتيجية اقتصادية تمكن من بروز مسير متعدد الكفاءات وله القدرة على التتبع والمراقبة والتحليل والتحرك. وأوضح في معرض تنشيطه لندوة حول موضوع الذكاء الاقتصادي واستراتيجيات المستقبل بالنسبة للمغرب نظمتها جمعية تنمية قدرات المسيرين، أن العائق الأساسي لتطوير سياسة الذكاء الاقتصادي هو مقاومة التغيير بالرغم من أن المغرب يتوفر على كل المؤهلات للمضي قدما بهذا الخصوص. ودعا في هذا السياق المقاولين المغاربة وأصحاب القرار في القطاع العام إلى التحلي بالجرأة في عصر تطبعه العولمة، وإلى التوفر على معلومات موثوقة وواضحة حول المخاطر والفرص. ويرى في هذا الصدد ضرورة توفير تكوين ناجع في مجال الذكاء الاقتصادي، مقترحا إحداث وكالة مغربية للذكاء الاقتصادي وكذلك مدرسة للحرب الاقتصادية مفتوحة للمدنيين والعسكريين ولتكوين الأطر العليا. وعبد المالك العلوي خريج مدرسة الحرب الاقتصادية بفرنسا وصاحب أول مؤلف حول هذا الموضوع بالمغرب، والمعنون بـالذكاء الاقتصادي والحروب السرية بالمغرب، والهادف إلى التوعية بالمغرب بأهمية الذكاء الاقتصادي. وركز المتدخلون في المناقشة التي أعقبت العرض على أن التحولات الكبيرة التي يعرفها المناخ العالمي والمتسمة بالأزمة الاقتصادية الدولية تفرض الاستثمار أكثر في هذا الميدان لبناء سياسة حقيقية لليقظة الاستراتيجية، سواء في المقاولات أو القطاع العام.