كشف المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي يوم الجمعة 27 يناير 2006 بالرباط أن المندوبية أنجزت ما يكفي من الدراسات العلمية والتوثيقية حول الإمكانات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمغرب، وكذا موقع المغرب في المحيط المحلي والإقليمي والدولي، والتحولات الممكنة لهذا المحيط من الناحية الاستراتيجية، بحيث أنجز بنك للمعلومات حول كل ذلك، وأوضح الحليمي في ندوة حول موضوع التفكير المستقبلي أن المندوبية انتهت من إعداد السيناريوهات المحتملة للمغرب 2025 استنادا إلى علم التفكير المستقبلي. وكانت خبيرة المستقبليات الفرنسية والمكلفة بمهمة بمركز التحليل الاستراتيجي بفرنسا ناتالي باسالي قد شددت في الندوة ذاتها على أهمية علم المستقبليات وضرورته بالنسبة للسياسات العمومية للدول، مشددة على ضرورة الاستحضار القبلي لعلم الدراسات المستقبلية من لدن صانعي السياسات العمومية، في إطار ترتيب عقلي وتنسيق دقيق بين كافة الإمكانات والقدرات المادية والبشرية، حتى يتأتى التحكم بدرجة عالية من الدقة في تحديد المسارات والرهانات الممكنة، وإمكانية التتبع والمراقبة والتدبير والتقويم. وأوضحت باسالي في الندوة التي اختير لها عنوان المستقبليات: مسؤولية عمومية نظمتها المندوبية السامية للتخطيط أن المهمة الأساس في رسم السياسات هو النظر إليها من دائرة المستقبل، من منطلق يعتبر المستقبل مدخلا للتحليل والتوقع وفضاءا للفعل كذلك، وأكدت المحاضرة على أهمية فهم ديناميات الأنساق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذا الفاعلين والإمكانيات والقدرات، وتجميع كل الأسئلة والمواقف والسلوكات والمشاكل والتطلعات، واستحضار جميع المؤسسات والمكونات، بهدف التحديد الأمثل للخيارات والتحديات. وشددت باسالي على أهمية التعبئة بالنسبة للفاعلين من الخبراء والمجتمع المدني والموارد المادية والأفكار المحركة، وكذا أهمية الوقت في تنفيذ أي برنامج، ومحورية الأهداف المدققة في عملية التعبئة، إذ تسود حالة نفسية وفكرية تقود المجتمع وتوجهه نحو المستقبل بالخيارات الأكثر عقلانية.