ولجت المندوبية السامية للتخطيط مجالات جديدة لأجل مقاربتها على مستوى الدراسة والبحث. وأوضح أحمد الحليمي خلال الندوة الصحافية المنعقدة بالرباط أخيرا أن مصالح المندوبية تعكف على إنجاز دراسة مستقبلية تحت عنوان «مغرب 2030» على أمل أن يتم الانتهاء منها قبل الصيف المقبل ووضع السيناريوهات الممكنة والتحديات التي ينبغي مواجهتها بالإصلاحات المطلوبة، إضافة إلى المطالب الجهوية والمطالب الثقافية. كما أن المندوبية السامية للتخطيط بصدد إنجاز دراسة حول دينامية الفقر لتسليط الضوء على بعض الزوايا كما جاء على لسان المندوب السامي، من قبيل كيف يصبح الأشخاص في دائرة الفقر وكيف يخرجون منها، من أجل تحديد طرق الاستهداف، وتعزيز جهود المندوبية السالفة حول تحديد خريطة الفقر والجهات الأكثر فقرا. وفي نفس الاتجاه، يجري إعداد دراسة حول مصادر دخل الأسر كميا وكيفيا وتصنيفها إلى فلاحة وتجارة وخدمات وتحويلات، وكذا تحديد الفئات الاجتماعية حسب دخولها وتحديد من هي الطبقة الميسورة والطبقة المتوسطة، ولماذا تكون فئات دون أخرى مستفيدة من بعض السياسات وتعريف أنماط وأحجام الاستهلاك لكل الفئات، وذلك من منطلق أن الاستهلاك الأسري مرشح للارتفاع في سنة 2009 ووجود تباين كبير في نفقات الأسر اعتبارا لتصنيف الأسر المتواضعة والمتوسطة والغنية، بحيث تكون لهذه الفوارق تأثيرات على النمو وعلى التوزيع. وتم التأكيد خلال اللقاء الصحفي على أهمية دراسات أخرى التي هي بدورها قيد الإنجاز مثل الاقتصاد غير المهيكل الذي من المقرر أن تنشر بعد بضعة أسابيع، ودراسة العلاقة بين النمو والتنمية البشرية بين 2007 و2015، ودراسة حول التغذية في المغرب بالنسبة للأطفال والشباب والكبار وكذا حسب الجهات. وتم في هذا السياق تأكيد ضرورة التوفر على المعطيات الدقيقة والمضبوطة والتي تتوخاها المندوبية السامية للتخطيط في أعمالها الإحصائية والدراسية حسب المفاهيم الدولية الأكثر تقدما والمقررة من الأممالمتحدة، حيث سيتم في القريب اعتماد سنة 2006 كسنة حسابية مرجعية بدل سنة 1998، وسيتم كل خمس سنوات تحيين هذه المرجعيات الحسابية على اعتبار المتغيرات المتسارعة في كل المجالات، وبالتالي انتهاج مقاربات استكشافية وتحليلية وتوقعية في هذه الدراسات الجديدة التي ستمثل قيمة نوعية للدراسات المنتظمة حول الأسعار وتكلفة الإنتاج وفرص العمل التي تنجز دوريا كل شهر أو كل ثلاثة أشهر أو كل سنة، ودراسات الظرفية التي هي أساسية للمقاولة والاستثمارات الأجنبية. وفيما يتعلق بالتشغيل فقد أوضح أحمد الحليمي أن المندوبية السامية للتخطيط تنجزها على عينة من 60 ألف أسرة لاستنباط الاستنتاجات في هذا الباب.