تتواصل الدورة الثانية لمهرجان تيرس بمركز أوسرد على إيقاع أنشطة تستمد ثراءها وتنوعها من التراث الثقافي والفني الحساني الغني الخاص بسكان أقاليم جنوب المملكة. وهكذا حول المناخ الاحتفالي والحميمي الذي أحاط بهذا المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، المركز الجماعي لأوسرد إلى فضاء حقيقية للتنشيط الفني والثقافي مزركش بشكل جميل بالخيام الصحراوية المنتشرة في كل مكان والتي تعكس تقاليد أرض الجنوب المغربي. ويقترح هذا الحدث ، الذي يتابعه جمهور محلي غفير وعدد من الزوار والسياح الأجانب، والمنظم تحت شعار "تيريس :فضاء الثقافة الحسانية وجدار للوحدة الترابية"، إحياء مختلف مظاهر الإرث الثقافي الحساني من خلال معارض للصناعة التقليدية والمخطوطات التاريخية وخيمة للشعر واللقاءات بخصوص الحكايات والأساطير الصحراوية فضلا عن سباق الهجن الشهير وسهرات فنية. وفي كلمة أمس الجمعة خلال حفل فني، أكد السيد أحمد العبدلاوي رئيس المجلس الإقليمي ورئيس جمعية مهرجان تيريس ، الذي يصادف إحياء ذكرى انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن المهرجان يتغيى أيضا أن يشكل فرصة للتعريف بالمشاريع المجسدة في إطار المبادرة على مستوى الإقليم وإبراز المؤهلات المحلية. حضر هذا الحفل، الذي ابتدأ بتحية العلم الوطني وتلته حفلات موسيقية على إيقاع رقصات وأغان حسانية، السفير المتجول السيد إبراهيم حكيم ووالي جهة وادي الذهب لكويرة السيد حميد شبار وعامل إقليم أوسرد السيد الحسن بولعوان علاوة على منتخبين مسؤولين وفاعلين محليين. وقام الوفد الرسمي بعد ذلك بجولة في الخيام التقليدية التي تأوي معرضا لمنتجات الصناعة التقليدية المحلية خاصة ألبسة تقليدية ومخطوطات وصور تاريخية ومواد من الخشب والمعادن وأدوات أخرى يستعملها سكان الجنوب في حياتهم اليومية وكذا أشكال من الديكورات تنعكس غنى الألبسة والتراث التقليدي المحلي. ويضم المعرض أيضا فضاءات مخصصة لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ساهمت ب 8ر5 مليون درهم في إنجاز 42 مشروعا في الإقليم عام 2010 تبلغ تكلفها الإجمالية حوالي 94ر5 مليون درهم. وتهم المشاريع المحققة الأنشطة المدرة للدخل والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي وتعزيز الكفاءات المحلية والحكامة الجيدة والبنيات التحتية الأساسية وحماية البيئة.