يعيش إقليم أوسرد على ايقاع مهرجان "تيرس" الذي افتتح اليوم الخميس بحضور جمهور غفير توافد للاحتفال بمختلف أوجه الثقافة الصحراوية للأقاليم الجنوبية. وحسب المنظمين فإن هذه التظاهرة، التي تنظم تحت شعار "تيرس فضاء الثقافة الحسانية وحصن الوحدة الترابية"، تهدف على الخصوص إلى "المحافظة على الموروث الثقافي الحساني الأصيل باعتباره أحد مكونات الهوية المغربية ورافدا من الروافد الثقافية المغربية". ويمنح المهرجان ، حسب المصدر ذاته، للجمهور لحظات ينصهر فيها في عوالم التراث الحساني، وذلك عبر عروض وأنشطة مختلفة تنهل من الموروث الثقافي لسكان الجنوب. كما تهدف هذه التظاهرة ، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام ، إلى التعريف بالمؤهلات المحلية والمشاريع التي أنجزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهذا الأقليم الواقع في أقصى جنوب المملكة. وسيتمكن زوار المهرجان من خلال خيام تقليدية نصبت بالمناسبة ، من اكتشاف مختلف المنتوجات الصناعة التقليدية بما في ذلك الأزياء التقليدية والزرابي والأواني وغيرها من الأدوات الأساسية في حياة سكان المناطق الجنوبية للمملكة، وكذلك قطع تزيين تعكس ثراء وعادات وأعراف التراث التقليدي المحلي. ويشتمل برنامج هذه التظاهرة على الخصوص على سباقات للهجن الذي يتمتع بمكانة شعبية واسعة بالاقاليم الجنوبية بالإضافة إلى فضاء للحكايات الشعبية وخيمة للشعر الحساني، وأمسيات فنية تحييها فرق للموسيقى الحسانية. يذكر أن كلمة "تيرس"، ذات الأصل الأمازيغي، تستعمل في الثقافة الحسانية من قبل ساكنة الأقاليم الجنوبية للدلالة على المناطق الصحراوية لأوسرد التي كانت في عصور قديمة أراض خصبة تستقطب الرحل من مناطق أخرى محاذية، قبل أن تتحول إلى صحار قاحلة بفعل الجفاف وقلة الموارد المائية. ويتميز اقليم أوسرد، الذي يقع جنوب شرق مدينة الداخلة ويبعد عنها بحوالي 280 كلم ، بمناخ جاف وحار على مدار السنة وبتضاريس صحراوية. كما يتوفر من جهة أخرى على مراعي واسعة صالحة على الخصوص لتربية الإبل الذي شهد خلال السنوات الاخيرة تطورا ملموسا بفضل المجهودات التي تبذلها السلطات المحلية لمساعدة المربين عبر وضع برامج حماية القطيع وإحداث العديد من نقاط الماء.