انطلقت،أمس الخميس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس،أشغال ندوة فكرية تكريمية احتفاء بالمفكر المغربي محمد سبيلا. وستسلط الندوة،التي تنعقد بعنوان "محمد سبيلا،مسار مفكر وأستاذ جيل"،الضوء على أبعاد هذه الشخصية التي ساهمت في تطوير الحقل الفلسفي وإغنائه بإنتاج لم ينضب معينه. واعتبر عميد الكلية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل الأستاذ عبد الله المالكي،في افتتاح هذه الندوة،التي ستتواصل أشغالها إلى غاية 22 مايو الجاري،الأستاذ سبيلا من أبرز مفكري الجيلين الثاني والثالث،المشتغلين بالفلسفة في المغرب ومن أغزرهم إنتاجا وعطاء عبر أزيد من عشرين مؤلفا. وأبرز،أن المفكر سبيلا انفرد بالجمع بين ثلاثة أمور قلما نجح معاصروه في التوليف بينها،ويتعلق الأمر بالتأليف الفلسفي (12 كتابا أو ما يزيد)،والترجمة (أزيد من 7 ترجمات)،والتقريب (ما يربو عن ثمانية كتب)،مشيرا إلى أن المحتفى به انشغل بقضية أساسية اعتبرها " قضية القضايا " وهي مسألة " الحداثة " حتى عرف بها في المغرب والمشرق وألف بشأنها سبعة كتب. وأضاف الأستاذ عبد الله المالكي أن سبيلا أبان عن كفاءة عالية ومقدرة قل نظيرها على تعريب وتقريب أفكار عصره بغاية إيجاد موطئ قدم لها في بيئة ثقافية اجتماعية تقليدية محافظة،لكونه من أشد المفكرين التزاما بالمعنيين الفكري والسياسي للحداثة على حد سواء. وأشار إلى أنه تقلب مثلما تقلب جيله برمته في نزاعات العصر من ماركسية ووضعية وبنيوية وتحليل نفسي وحداثي،بحيث توزعت هذه النزاعات اهتمامه ما بين الأنتربولوجي والسيكولوجي والتحليلي والتي سماها ب"رحلاته الفكرية" التي انتهت به إلى أن يلتمس في الحداثة مستقرا له. ولهذه الحيثيات مجتمعة يرى المنظمون أن أعمال "المفكر الرحالة" الأستاذ سبيلا تستحق بامتياز أن تكون أوراشا لهذا اللقاء الفكري،الذي سيتناول " سبيلا محاورا لمفكري عصره من الغربيين،ومقربا لأفكارهم...،وسبيلا وكارل ماركس،وسبيلا وسيغموند فرويد،وسبيلا وإيريك فروم،وسبيلا وجون بودريار،وسبيلا وداريوش شايغان" كما سيتناول المشاركون في هذه الندوة التي ينظمها مسلك الفلسفة بالكلية ،محاور "سبيلا محاورا لمفكري المغرب.. سبيلا وعبد الله العروي ،سبيلا ومحمد عابد الجابري وسبيلا وعبد الهادي بوطالب " و "الأستاذ سبيلا : وجوه من فكره وشهادات عن شخصه ،سبيلا مترجما،ومثقفا". وسيسلط المشاركون في الندوة،الذين يمثلون مختلف الجامعات المغربية،الضوء على شخصية سبيلا الإنسان و الأستاذ،وحضور الفلسفة الألمانية في فكره،ورؤيته للعولمة،وكتابته السياسية.