دعا المشاركون في لقاء ، اليوم الإثنين بمراكش، حول موضوع "ساحة جامع الفنا ..واقع وآفاق " الى إحياء والحفاظ على نقل الحكاية الى أجيال المستقبل ، بالنظر إلى أن ساحة جامع الفنا ذاكرة. وينظم هذا اللقاء ، المنظم بمبادرة من المفتشية الجهوية للآثار بجهة مراكش- تانسيفت - الحوز وغرفة التجارة والصناعة والخدمات وفعاليات المجتمع المدني بساحة جامع الفنا في الفترة ما بين 16 و18، في اطار الاحتفال بالذكرى التاسعة لتصنيف ساحة جامع الفنا كتراث شفوي انساني. وأجمع المتدخلون في هذا اللقاء الدراسي، الذي شارك فيه ثلة من الباحثين الجامعيين وأزيد من 12 جمعية تنشط في مجال الحفاظ على الساحة، على أن ساحة جامع الفنا تعد واحدة من الأماكن الأسطورية في العالم التي تمنح يوميا لزوارها الترفيه والحيوية. وأشاروا في هذا السياق، الى أن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل حدثا كبيرا وعميقا، إذ سيمكن من تحسيس الفاعلين في الساحة وجمهورها الوفي والكبير الذي يتوافد عليها يوميا، بأن هذا الموروث جزء من الثقافة الوطنية بل وحتى الدولية. وبعد أن أبرزوا الجهود التي تم بذلها لتنمية ساحة جامع الفنا، خاصة ما يتعلق بالتنمية الحضرية، لاحظوا أن هناك قضايا أخرى لاتزال قائمة ومن بينها نقل الثقافة الشفاهية التي أصبحت مهددة بالانقراض. وأضافوا ، في هذا السياق أن التحدي الذي يجب رفعه، يكمن في الحفاظ على التوازن بين ماهو موجود اليوم بالساحة وما كانت عليه في السابق. يشار، إلى أن فضاء ساحة جامع الفنا الفريد من نوعه، ألهم كتاب ومبدعين عالميين وتحج إليه يوميا وفود سياحية من مختلف البقاع، قد صنف من طرف منظمة التربية والثقافة والعلوم " اليونسكو" تراثا شفهيا إنسانيا منذ العام 2001 اعتبارا لحضور الساحة الثقافي والحضاري عبر امتداد عميق في التاريخ، الأمر الذي يجسد قيم التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان، وكذا للإشعاع الذي تتميز به الساحة من خلال حلقات الرواية والحكاية ومختلف الفنون.