12-2009- شكل تشخيص واقع كرة القدم الوطنية وآفاق ولوج نظام الاحتراف في أفق موسم 2011-2012 وبحث السبل الكفيلة بوضع الكرة المغربية على السكة الصحيحة محور ندوة مشتركة نظمتها مساء أمس بالرباط الرابطة المغربية للصحفيين الرياضين وعصبة الغرب لكرة القدم . وأجمع المتدخلون في الندوة على أن أسباب هذه الأزمة العميقة متعددة ومتشعبة منها ماهو مرتبط بالجانب القانوني والتسييري ومنها ما هو متصل بغياب استراتيجية كروية وطنية واضحة المعالم والأهداف لإرساء قواعد ممارسة كروية صلبة وتوفير المناخ والفضاء السليمين لها.
وفي هذا الصدد أكدت الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين، في كلمتها التي ألقاها أمين المال عبد اللطيف المتوكل ، أن الواقع الهش لكرة القدم الوطنية والإخفاقات المتعاقبة والمتكاثرة " خدشت صورة المغرب الرياضي وجعلت مشاعر المغاربة تفيض حزنا وقلقا "مسجلة بكل حسرة تزامن انعقاد الندوة مع اليوم الذي سحبت فيه قرعة كأس العالم 2010 التي كان المغرب قد ترشح لاحتضانها والتي تغيب عنها الكرة الوطنية لتكتفي بدور المتفرج .
واعتبرت الرابطة أن فتح صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية يقتضي "العمل الجاد في إطار الشرعية والأهلية القانونية والعمل الميداني الصرف ، والتدبير المحكم ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ".
وحلل المتوكل الاحتراف كمفهوم وفلسفة تختلف حوله الرؤى من بلد لآخر وفق خصوصيات كل بلد ، ملاحظا أن من المفارقات العجيبة الحديث في المغرب عن ممارسة احترافية في إطار جمعيات رياضية تتحول إلى شركات رياضية هادفة للربح في الوقت الذي " تنطق فيه أرقام الواقع الرياضي الوطني بمعطيات مخجلة ومخيفة".
وتساءل في هذا السياق كيف يمكن لشركة تتوخى الربح أن تنتج وترفع من مؤشر الممارسة المنظمة والقوية من حيث المردودية ، في إطار منافسات "النخبة" في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد المغاربة الممارسين للرياضة 75ر0 بالمائة ، ولا يتعدى فيه نصيب الفرد الواحد من التجهيزات الرياضية 152ر1متر مربع.
وأكدت كلمة الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين أن اعتماد منظومة احترافية قوية منخرطة في صلب معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة يتطلب ضرورة " تنظيم واقع الممارسة الكروية وتأهيله وفق رؤية شمولية تنبني على أهداف متوسطة وبعيدة المدى ، وتهييىء الأرضية المتينة والأجواء الملائمة".
وقدم محمد الكرتيلي ، رئيس عصبة الغرب لكرة القدم ، والعضو الجامعي السابق، تشريحا دقيقا لواقع كرة القدم الوطنية ، مؤكدا وجود أزمة عميقة اختزلها في غياب سياسة تقنية وطنية واضحة الأهداف وغياب التكوين على أسس علمية سليمة مع تهميش وإقصاء بعض الأطر الوطنية المشهود لها بالكفاءة وقلة البنيات التحتية الرياضية وضعف التمويل.
ودعا الكرتيلي بالخصوص إلى اعتماد "ميثاق رياضي وطني " وإصدار قانون خاص للاستثمار في القطاع الرياضي وتوفير كل مسلتزمات الاحتراف في أفق موسم 2011 -2012 ومنها إعداد الترسانة القانونية التي تضبط الممارسة الكروية قصد الانتقال من الممارسة الاحترافية " الارتجالية والمغشوشة "إلى الممارسة الاحترافية "المقننة" .
ومن جهته، قدم العلمي المنبه رئيس قسم التشريع بوزارة الشباب والرياضة عرضا موجزا عن مشاريع القوانين التي أعدتها الوزارة في الآونة الأخيرة والتي ستعرض في الأيام القليلة القادمة على البرلمان بغرفتيه ويتعلق الأمر بمشاريع قوانين التربية البدنية والرياضة ومكافحة تعاطي المنشطات ومكافحة العنف في الرياضة، مبينا أن هذه المنظومة ستكون جاهزة في السنة المقبلة وسيتم لاحقا إرفاقها بقوانين تطبيقية.
كما توقف المنبه عند الاستراتيجية التي أعدتها الوزارة للنهوض بالرياضة والتي تقضي بالخصوص إحداث أقطاب للتميز في عدد من جهات المملكة لإعداد الأبطال في مختلف الأنواع الرياضية ، مذكرا في السياق ذاته بأنه تم في الآونة الأخيرة إحداث جامعة ملكية مغربية للرياضة للجميع.
وتطرق كريم عالم، مستشار رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في العلاقات الخارجية، إلى برنامج عمل الجامعة الذي يشمل عدة محاور على ضوء تشخيص الوضعية الحالية لكرة القدم الوطنية ، منها على الخصوص إعادة هيكلة المديرية التقنية الوطنية والتكوين، وانطلاق المراكز الجامعية للتميز، ودور أندية الصفوة في إطار السياسة الجديدة لتدبير كرة القدم الوطينة ومصادر تمويل الاستراتيجية الجديدة لكرة القدم.
وجدد كريم عالم حرص الجامعة على الانفتاح والحوار مع جميع المتدخلين من أجل النهوض بكرة القدم الوطنية وإعادة هيكلتها على أسس سليمة .