أكد المسؤول عن الحوار المتوسطي بحلف شمال الأطلسي السيد ألبيرتو بين، اليوم الاثنين بمدينة طنجة، أن المغرب يعد من بين بلدان جنوب المتوسط التي تربطها علاقات متينة مع حلف شمال الأطلسي. وأبرز السيد ألبيرتو بين، الذي كان يتحدث في لقاء مع طلبة ماستر العلاقات الأورومتوسطية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، أن المغرب من البلدان الأوائل التي انخرطت في مبادرة الحوار المتوسطي منذ إحداثها سنة 1994. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن المغرب "يولي اهتماما خاصا للتعاون مع حلف شمال الأطلسي في إطار هذه المبادرة، التي تجمع بين الحلف ومجموعة من بلدان جنوب المتوسط"، مبرزا في هذا الصدد مشاركة المغرب في عمليات حفظ السلام لحلف شمال الأطلسي، واحتضان الرباط لاجتماع مجلس شمال الأطلسي سنة 2006. وأشار المسؤول بحلف شمال الأطلسي إلى أن مبادرة الحوار المتوسطي تقوم على مبدأين أساسين يتمثلان في "عدم التمييز بين الدول الشريكة" و"التمييز الذاتي" من خلال منح الشركاء حرية تحديد الميادين ذات الأولوية. وفي هذا الإطار، أوضح أن "حلف شمال الأطلسي يمنح للدول الشريكة في الحوار المتوسطي عرضا للتعاون، في الميادين ذات الاهتمام المشترك، يقوم على أساس عدم التمييز، لكنه يمنح للدول المعنية حرية اختيار الميادين التي تحظى بالأولية في التعاون، إن سياسيا أو عسكريا". وأبرز أن من بين ميادين التعاون بين حلف شمال الأطلسي وجنوب المتوسط، تنظيم الطرفين مناورات عسكرية مشتركة، كما يستقبل الحلف ضباطا من جنوب المتوسط للاستفادة من بعض التكوينات الخاصة. وبخصوص الرهانات المستقبلية لحلف شمال الأطلسي، أشار السيد بين إلى أن المنظمة شرعت في تفعيل المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف، الذي يجعل من استقرار الدول والأمن الطاقي والجريمة الإلكترونية والإرهاب تحديات يتعين رفعها. وأشار إلى أنه "يتعين أن لا تعوق الحدود الجغرافية والدينية والثقافية بين وضع أسس متينة للتعاون ضمن بلدان فضاء الحوار المتوسطي لرفع هذه التحديات الجديدة، فليس هناك أي بلد في منأى عن هذه التهديدات". من جانبه، أكد الأستاذ الجامعي والباحث في مجال العلاقات الأورومتوسطية السيد رشيد الحديكي على أن بلدان جنوب المتوسط قد تحقق مجموعة من المكتسبات من خلال التعاون مع حلف شمال الأطلسي، موضحا أن من شأن هذه المبادرة أن تساهم في تعزيز "الثقة المتبادلة والتوازن الاستراتيجي بين ضفتي المتوسط". وأبرز أن المغرب ساهم بفعالية في التعبير عن وجهة نظره بشأن الأولويات المتضمنة في المفهوم الاستراتيجي للحلف، والذي سيحدد المجالات التي ستتدخل فيها المنظمة مستقبلا بتعاون مع البلدان الشريكة.