يعقد في مدينة تيانجين الساحلية (150 كلم شرق بكين) يومي 13 و14 ماي الجاري، الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي الصيني، والذي يركز بالأساس على بحث إقامة تعاون استراتيجي بين الطرفين، والمصادقة على بيان ختامي وبرامج عمل للسنوات الممتدة ما بين 2010 و2012. ويترأس الاجماع، الذي يعقد تحت عنوان "تعميق التعاون الشامل وتحقيق تنمية مشتركة"، وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشى، ووزير الخارجية الليبي موسى كوسا بالإضافة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال سونغ اى قوه مدير عام إدارة غرب اسيا وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الصينية لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان الطرفين سيسعون خلال هذا الاجتماع لبحث "تطوير علاقاتهم ورفعها الى مستوى استراتيجي".
وأضاف إن "الصين والبلدان العربية جميعها دول نامية وتربطها علاقات صداقة متينة، وترى أنه من مصلحتها الحيوية إقامة شراكة استراتيجية في ما بينها، بما يدعم تعاوننا المستقبلي بشكل أكبر في شقه السياسي والاقتصادي والثقافي، ومن شأن ذلك أيضا أن يساعد في تقوية التضامن والتعاون بين البلدان النامية والحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم".
وقال المسؤول الصيني إن إقامة الشراكة الاستراتيجية يمثل طموح وتطلعات الطرفين، كما أنه منسجم مع تطور علاقاتنا خلال السنوات الاخيرة، مشيرا الى وجود عشرة آليات للتعاون العربي الصيني في مجالات مختلفة في إطار المنتدى "تشتغل بشكل فعال وتعكس طموحاتنا في تعاون فعلي وبراغماتي".
وأشار الى أن التعاون بين الطرفين شهد تطورا في مجالات مثل السياسة والتجارة والثقافة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين تقريبا 110 مليارات دولار في عام 2009، وهو مستوى أعلى بمقدار مائة مرة عما كان منذ ثلاثين عاما.
وكان حجم التجارة العربية الصينية خلال العام 2007، على سبيل المثال، نحو 4ر86 مليار دولار.
وأضاف سونغ "تعرف العلاقات التجارية تطورا متواليا على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، كما لدينا تعاون فعال في مجال الاستثمارات وإنجاز المشاريع الضخمة، ونحرص على تطوير وتشجيع ذلك لما فيه مصلحة الطرفين".
وتأسس منتدى التعاون العربي الصيني في 30 يناير 2004 في القاهرة، إثر زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو لمقر الجامعة العربية، كمنتدى لتعزيز الحوار والتعاون والتنسيق بين الطرفين في شتى المجالات، وعقدت دورته الأولى في القاهرة في سبتمبر 2004، بينما عقدت الدورة الثانية في بكين 2006. وفي 21 ماي 2008 عقد الاجتماع الثالث للمنتدى في المنامة.
وقال سونغ إنه منذ اقامة المنتدى أصبح الطرفان "أكثر تقاربا مستخدمين هذا المنبر للحوار والتعاون"، مؤكدا أن الطرفين تجمعهما مصالح واسعة فى التعامل مع تهديدات الامن غير التقليدية، والدفع من أجل تحقيق نظام سياسي واقتصادي دولي عادل وعقلانى جديد.
وذكر سونغ ان تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية، يتطابق مع مصالح شعوب الجانبين.
وأشار الى وجود تعاون هام بين الطرفين في مجال الطاقة، وقال إنه تعاون يرتكز على المنفعة المشتركة، وهو في مصلحة كلا الجانبين ويؤدى الى تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة الدولية.
ومضى قائلا إن المنتدى يضطلع بدور فعال في تطوير العلاقات بين الطرفين، وأصبح منصة لا غنى عنها لتطوير الحوار والتعاون ولتعزيز الصداقة التقليدية والدفع بالتعاون الى آفاق رحبة، فعلى المستوى السياسي مثلا، فبالإضافة الى الاجتماع الوزاري، يعقد الطرفان اجتماعات منتظمة للمشاورات.
وأضاف أنه بالنسبة للجانب الاقتصادي "أقمنا منتديات ومؤتمرات تعقد بانتظام لتشجيع الاستثمار والتجارة والتعاون في مجالات الطاقة وغيرها من الآليات لتطوير تعاون براغماتي" بين الطرفين.
وفي المجال الثقافي "لدينا مؤتمرات تعقد بانتظام حول التعاون الاعلامي وحوار الحضارات ومهرجان الفنون والثقافة، الذي اصبح بدوره موعدا هاما للتبادلات بين الطرفين".