تم أمس الاربعاء بأكادير التوقيع على ثلاثة اتفاقيات شراكة وتعاون لإنجاز مشاريع مندمجة بقطاعي الماء والبيئة بعمالة أكادير اداوتنان. وتتعلق هذه الاتفاقيات الموضوعاتية،التي تم التوقيع عليها بحضور كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود،ووالي ولاية جهة سوس ماسة درعة السيد محمد بوسعيد،بالتطهير السائل بالمجالين الحضري والقروي،والحماية من الفيضانات (الشطر الاستعجالي لحماية مدينة أكادير)،وتمويل المشروع الخاص بمحاربة التلوث الناتج عن الروائح الكريهة بمدينة أكادير. وأكد السيد زهود أنه استرشادا بالتوجيهات الملكية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه ليوم 30 يوليوز 2008 بمناسبة عيد العرش،قرر المغرب اعتماد استراتيجية مضبوطة لرفع تحدي تدبير تزايد الطلب على الماء وتعاقب فترات الجفاف وتقلص مخزون المياه الجوفية. وأوضح أن الميثاق الوطني للبيئة ،الذي يوجد في المرحلة النهائية للإعداد ،يعتبر أحد الركائز الاساسية للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ،مشددا على أن تأهيل القطاع البيئي يعد من بين الاولويات لتنمية جهة سوس ماسة درعة ،وأنه بدون بمشاركة جميع الأطراف المعنية لا يمكن ضمان نجاح هذا الورش الكبير. وبعد أن دعا إلى ضرورة محاربة كل الأشكال الهادفة إلى القضاء على البيئة،ذكر السيد عبد الكبير زهود أن هذه الاتفاقيات الموضوعاتية تجسد الاهتمام الجماعي المتنامي بأهمية المحافظة على البيئة،مشيرا إلى أن جهة سوس ماسة درعة يمكن أن تلعب دورا القاطرة في هذا المجال. وتهدف الاتفاقية الاولى إلى تفعيل محور التطهير السائل بالمجالين الحضري والقروي،وذلك عن طريق الرفع من نسبة الربط بشبكة التطهير،والتقليص من نسبة التلوث عن طريق معالجة المياه،وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة. وتنص الاتفاقية،التي تهم الفترة ما بين 2009/2010 وتبلغ كلفتها الاجمالية 1164,7 مليون درهم،على إنجاز محطات للمعالجة وتوسيع شبكات التطهير بمدينة أكادير وعدد من المراكز المجاورة. وترمي الاتفاقية الثانية،التي تبلغ كلفتها 22،6 مليون درهم،إلى تفعيل محور إنجاز الشطر الاستعجالي لحماية مدينة أكادير من الفيضانات،وذلك عن طريق معالجة النقط السوداء داخل المجال الحضري،وإنجاز أشغال حماية عالية الاحواض المائية من التعرية،وإنجاز الدراسات العامة لحماية المدينة من الفيضانات ،فضلا عن تنقية المجاري المائية وإنجاز قنوات تحويل مياه الامطار في عدد من المناطق،ومتابعة أشغال صرف مياه الامطار بالمحاور الطرقية. أما الاتفاقية الثالثة،التي تقدر كلفتها الإجمالية ب 4 مليون درهم،فتهدف إلى الحد من التلوث الناتج عن الروائح الكريهة للمحافظة على البيئة وصحة المواطنين بمدينة أكادير. وتنص الاتفاقية على تحديد جميع المواقع الصناعية وغيرها،التي يحتمل أن تنبعث منها الروائح الكريهة،ودراسة تأثير ذلك على البيئة واقتراح خطة عمل للحد منها،ومصاحبة الوحدات الصناعية لإزالة الروائح الكريهة،وإرساء نظام للمراقبة المستمرة للروائح. وتلتزم الأطراف المعنية بهذه الاتفاقيات بالعمل على تعبئة الموارد المالية الضرورية قصد إنجاز هذه المشاريع،مع العمل على توفير جميع الوسائل والظروف المساعدة على إنجاح إنجازها لتفادي الخسائر المهولة الناجمة عن تهاطل الامطار بكميات كبيرة كما وقع خلال هذه السنة.