تم اليوم الاثنين بالرباط توقيع اتفاقية تعاون بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وجامعة العلوم التطبيقية بأمستردام تتوخى تقوية الهوية الوطنية لأبناء الجالية المغربية بهولندا بمختلف أبعادها الثقافية واللغوية والحضارية. وسيتم بموجب هذه الاتفاقية، التي وقعها الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر ونائب عميد جامعة العلوم التطبيقية بأمستردام السيد فان سيتن ريرت يان، تنظيم رحلتين ثقافيتين سنويا إلى المغرب لفائدة طلبة مغاربة وهولنديين من جامعة العلوم التطبيقية بأمستردام، والعمل على إشراكهم في أنشطة "الجامعة الصيفية لشباب مغاربة العالم". كما تنص هذه الاتفاقية على تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول قضايا تتعلق بالمهاجرين المغاربة في هولندا، خاصة تلك التي تهم الشباب والنساء والأطفال، إضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية لفائدة النساء المغربيات المقيمات بهولندا حول مدونة الأسرة وقانون الجنسية. وتقضي هذه الاتفاقية أيضا بدعم خلق شبكات للكفاءات المغربية- الهولندية بغية نقل خبرتهم لبلدهم الأصلي، وكذا ضمان التكوين المستمر ل`"الأساتذة المتطوعين" في مجال تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لفائدة الأطفال المغاربة المقيمين بهولندا. وأكد السيد عامر، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذه الاتفاقية تهدف بالأساس إلى تمكين أكبر عدد من الشباب المغربي من زيارة بلدهم قصد التعرف على أبرز تجليات المغرب الحديث، وإثراء النقاش حول قضايا تهم الجالية المغربية المقيمة بهولندا. ومن جانبه، أبرز نائب عميد جامعة العلوم التطبيقية بأمستردام، في تصريح مماثل، أن هذه الاتفاقية تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لهولندا والمغرب، إذ ستتيح للطلبة المغاربة فرصة الاطلاع أكثر على المؤهلات المتنوعة التي تزخر بها المملكة حتى يكونوا بمثابة سفراء لبلدهم الأصلي، وكذا لتسهيل اندماجهم في بلد الاستقبال. وجاء توقيع هذه الاتفاقية على هامش لقاء تواصلي عقده السيد عامر مع 27 طالبا يدرسون بجامعة أمستردام، والذين يقومون بزيارة إلى المغرب من 30 أبريل الماضي إلى تاسع ماي الجاري. وتندرج هذه الزيارة في إطار تنفيذ البرنامج الثقافي الذي وضعته الوزارة برسم سنة 2010 والهادف إلى تمكين شباب المهجر المغاربة ونظرائهم الأجانب من التعرف على الموروث الثقافي والتنوع الحضاري والغنى الطبيعي والسياحي للمملكة، وعلى القيم المغربية الأصيلة القائمة على الحوار والتسامح والانفتاح والحداثة. ويتضمن هذا البرنامج الثقافي قيام الطلبة المغاربة والهولنديين بزيارات ميدانية لعدد من المعالم السياحية والمآثر التاريخية بكل من مدن الرباط وسلا وفاس ومكناس ومراكش واكادير والصويرة والدار البيضاء والناظور والسعيدية. وتشمل هذه الزيارات الثقافية عقد لقاءات مع عدد من مسؤولي بعض المؤسسات العمومية بغرض التعرف على الدور الذي تضطلع به في مسار التطور الديمقراطي والسياسي والثقافي الذي تشهده المملكة.