وقعت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وثمان جامعات مغربية، أخيرا بالرباط، على اتفاقيات إطار للشراكة والتعاون بهدف تعبئة وإشراك هذه الجامعات في تأطير الأنشطة التربوية والثقافية الموجهة لصالح أبناء مغاربة المهجر. وتروم هذه الاتفاقيات التي وقعت مع جامعات عبد المالك السعدي بتطوان والحسن الثاني بالدار البيضاء والحسن الثاني بالمحمدية والحسن الأول بسطات والقاضي عياض بمراكش وشعيب الدكالي بالجديدة وابن طفيل بالقنيطرة وابن زهر بأكادير، تنظيم الجامعات الصيفية وتشجيع البحث العلمي في المجالات المتعلقة بالهجرة وأوضاع الجالية المغربية بالخارج، وتطوير التعاون في مجالات الأبحاث والأنشطة التربوية والثقافية الخاصة بهذه الجالية. وبموجب هذه الاتفاقية، تلتزم الجامعات بتنظيم الجامعة الصيفية وإنجار برامج تربوية وثقافية لفائدة الشباب المغربي بالمهجر، وبتشجيع البحث العلمي في المجالات المتعلقة بالهجرة وأوضاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن طريق تنظيم ملتقيات علمية وإصدار منشورات متخصصة، كما تلتزم بتنظيم دورات تكوينية عبر خلق ماستر شعبة الهجرة والتنمية المستدامة. ومن جانبها تلتزم الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بالإسهام في تمويل الأبحاث المتعلقة بالهجرة وأوضاع الجالية المغربية بالمهجر، ووضع المعطيات والوثائق المتوفرة رهن إشارة الباحثين لتسيير أبحاثهم وتحمل المصاريف المتعلقة بتنظيم الجامعات الصيفية وتخويل منح لفائدة الطلبة الباحثين من أبناء الجالية المغربية. وأكد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أن التوقيع على هذه الاتفاقيات يأتي في سياق تفعيل جملة من المبادرات التي اتخذت في هذا الشأن بهدف تقوية الروابط الثقافية والفكرية للجيل الثاني والثالث من أبناء الجالية المغربية مع بلدهم الأم، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى اندماج أفضل لأبناء الجالية في بلدان الاستقبال. مضيفا أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى إرساء جامعات صيفية ستسمح في مرحلة أولى لنحو 500 من الشباب المقيمين بالمهجر بالاطلاع على المكونات الثقافية والحضارية للمغرب. من جانبه، اعتبر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر، أن هذه المبادرة تهدف إلى نشر القيم الحضارية المرتكزة على التسامح والحوار والتعايش، وكذا تقوية روابط الصلة بين الأجيال الصاعدة من أبناء الجالية المغربية ووطنهم الأم، مضيفا في هذا الصدد أن تنظيم هذه التظاهرات يستهدف بالأساس الأجيال التي تشكو من خصاص كبير في معرفة المغرب وثقافته، وهو ما يلقي على عاتق الدولة المغربية مسؤولية تمكين ومساعدة هؤلاء الشباب على الاطلاع على المكونات الثقافية والحضارية لبلدهم.