أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون السيدة لطيفة أخرباش، خلال زيارة عمل إلى ليتوانيا، أن استمرار النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، بسبب العرقلة التي تقوم بها الجزائر لكل حل سياسي متفاوض عليه، دائم و نهائي لهذا النزاع، " يرهن بروز مغرب عربي مندمج اقتصاديا، منسجم سياسيا" . وأضافت السيدة أخرباش، خلال جلسة عمل مع نائبة وزير الشؤون الخارجية الليتواني، السيدة أستا سكايسغيريتي لاوسكيني، أن هذا النزاع المفتعل يقلل من إمكانيات التعاون المثمر للفضاء المغاربي مع الجوار الأوربي، و يضعف من حظوظ قيام عمل تشاوري بين المجموعتين المغاربية و الأوربية، من أجل الحد من التهديدات الإرهابية، وكافة أنواع التهريب التي تواجهها منطقة الساحل و الصحراء. وبعدما أشادت بالدور الإيجابي الذي تقوم به ليتوانيا على صعيد مجلس دول البلطيق، أشارت السيدة أخرباش إلى أن حصول المغرب على الوضع المتقدم من الاتحاد الأوربي، الذي يتوج تقدم المغرب في العديد من المجالات، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يفتح آفاقا واعدة من أجل تعزيز علاقات الشراكة بين المملكة المغربية ومجموع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوربي، على المستويين الثنائي و المتعدد الأطراف. وأجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون، خلال زيارة عمل قامت بها إلى فيلنيوس استغرقت يومين (27-28 أبريل)، مباحثات مع عدد من المسئولين الليتوانيين تمحورت حول تعميق الحوار السياسي و استكشاف سبل تطوير علاقات التعاون و الشراكة المتعددة الأشكال بين البلدين. وأكدت السيدة أخرباش في مباحثاتها مع وزير الثقافة الليتواني، السيد رميجيوس فيلكايتيس، أن المغرب يولي اهتماما خاصا لتطوير البعد الثقافي في علاقاته الثنائية مع ليتوانيا، و ذلك، على الخصوص، اعتبارا لمنظومة القيم التي ينخرط فيها البلدان في مجال إشاعة ثقافة السلم و الحوار بين الحضارات. وتناولت مباحثات كاتبة الدولة مع رئيس البعثة الليتوانية في الجمعية البرلمانية الأور- متوسطية و عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ( سايماس) الليتواني، السيد فايتنيس بوفيلاس أندريوكايتس، تطوير التعاون البرلماني بين المغرب وليتوانيا، كما بحثا سبل تقوية التعاون بين البلدين في إطار الإتحاد من أجل المتوسط. وأجرت أيضا مباحثات مع مسؤولي معهد العلاقات الدولية و العلوم السياسية ومنظمة ( هيومن رايتس مونيتوريغ) و ( سانتر فور إيكواليتي أدفانسمانت)، تطرقت إلى مضاعفة المبادرات المشتركة التي ينخرط فيها العديد من الفاعلين، خاصة من الأوساط الجامعية ومن المجتمع المدني، الهادفة، على الخصوص، إلى ترسيخ قيم الحوار و ثقافة السلم. و تحدثت السيدة أخرباش عن الإنجازات التي حققها المغرب في ما يتعلق بتعزيز دولة القانون و إنصاف النوع و التنمية البشرية بصفة عامة، مشيرة ، من جهة أخرى، إلى الظروف اللاإنسانية التي يعيش في ظلها السكان المحتجزون منذ أزيد من 35 سنة في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، و التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق السكان المحتجزين وعرقلة مدانة لممارسة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للاختصاصات المنوطة بها في مجال تسجيل و إحصاء وحماية هؤلاء السكان. و ضم الوفد المرافق لكاتبة الدولة، خلال زيارة العمل، التي تندرج في سياق تطوير علاقات التعاون بين المغرب ودول البلطيق، سفيرة المغرب في جمهورية ليتوانيا، السيدة رجاء غنام، و محمد عادل إمبارش، رئيس قسم بلدان شمال و وسط و شرق أوربا بوزارة الشؤون الخارجية و التعاون.