جدد رئيس البوسنة و الهرسك، زيلشكو كومسيش، يوم الخميس المنصرم، بسراييفو، امتنانه للمملكة المغربية على مشاركتها بتجريدة عسكرية في عمليات حفظ السلام و الأمن في البوسنة و الهرسك، وعلى الدعم والمساندة التي قدمها المغرب للسكان المدنيين. جاء ذلك خلال استقبال خص به الرئيس زيلشكو كومسيش، في اليوم نفسه، بالعاصمة البوسنية، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، التي تقوم بزيارة عمل إلى البوسنة والهرسك. وأضاف بلاغ لكتابة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن الرئيس البوسني، الذي انتخب بلده، أخيرا، عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جدد التأكيد، في ما يخص القضية الوطنية، على أن البوسنة و الهرسك لن تغير سياستها المساندة للمغرب، مشددا على أن بلاده ستظل متشبثة بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، خاصة تلك المتعلقة باحترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول. وأضاف المصدر ذاته أن أخرباش أجرت، في وقت سابق يوم الخميس المنصرم، مباحثات مع وزير الخارجية البوسني، سفين ألكلاتش، استعرضا خلالها حصيلة التعاون بين البلدين، كما تباحثا حول السبل الكفيلة بدعم العلاقات القائمة بين المملكة المغربية والبوسنة و الهرسك. واستعرض الجانبان كذلك ضرورة تمتين الإطار القانوني التشاركي من أجل مأسسة علاقات التعاون بشكل دائم بين البلدين، وتعميق الحوار السياسي، وتكثيف المبادلات بين المؤسسات، من القطاعين العام و الخاص. وتطرقت المباحثات أيضا إلى آخر تطورات القضية الوطنية، حيث أكدت أخرباش على وقوف المغرب الحازم ضد الاستغلال غير الأخلاقي لموضوع حقوق الإنسان من طرف الخصوم، دعاة النزعة الانفصالية، الذين يعمقون الهشاشة الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء. كماعقدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، سلسلة من المباحثات مع مسؤولين بوسنيين، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية و الثقافية، و تعميق المشاورات السياسية بين البلدين. وخلال اجتماعها مع الوزير البوسني لحقوق الإنسان و اللاجئين، سافيت هاليلوفيش، قدمت أخرباش عرضا حول التطور الذي حققه المغرب خلال السنوات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق بالتجربة المغربية في ميدان العدالة الانتقالية، و الإصلاح الجريء لمدونة الأسرة، التي أتاحت للمرأة المشاركة الفعالة في التنمية، إضافة إلى تطوير وتوسيع مجالات حرية التعبير و الرأي. وأوضحت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون أن هذه الخطوات المهمة والمتقدمة، تحققت بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبفضل شراكة مثمرة بين السلطات العمومية والمجتمع المدني، مضيفة أن المغرب منكب حاليا على إنجاز جيل جديد من حقوق الإنسان، يتعلق، على وجه الخصوص، بترقية الحقوق الاقتصادية والحق في التنمية المستدامة وفي بيئة سليمة. كما عرضت أخرباش خلال الاجتماع، آخر تطورات القضية الوطنية، مشددة على أن المغرب يرفض تماما أي استغلال لموضوع نبيل كحقوق الإنسان من طرف خصوم الوحدة الترابية و دعاة الانفصال، مشيرة إلى أن هؤلاء يوجدون في وضعية صعبة لا تسمح لهم بإعطاء دروس للمغرب. وأبرزت في هذا السياق، الوضع المأساوي ومعاناة السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، ورفض الجزائر القاطع لإجراء إحصاء من طرف المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، لهؤلاء السكان الذين يعيشون منذ أكثر من ثلاثة عقود، محرومين بشكل مطلق من حقوقهم الأساسية، في خرق سافر للشرعية الدولية. وباسم حكومة البوسنة والهرسك، جدد الوزير البوسني مشاعر العرفان والامتنان الصادقين للمملكة المغربية على مشاركتها، عبر تجريدة عسكرية، في عمليات حفظ الأمن و السلم، وعلى الدعم والمساندة، التي تلقاهما السكان المدنيون من المغرب. ومن جهة أخرى، أجرت أخرباش مباحثات مع نائبة وزير الشؤون الخارجية البوسني، آنا تريسيش - بابيش، اتفقتا خلالها على ضرورة تعميق المشاورات السياسية، ودعم الإطار القانوني المنظم والمواكب لتطوير علاقات التعاون و الشراكة بين البلدين، في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية. وخلال جلسة العمل هذه، أنهى الجانبان مشروع اتفاقية يتعلق بإلغاء التأشيرة من الجانبين، في ما يخص حاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات المصلحة والجوازات الخاصة. وتطرقت المباحثات بين أخرباش و تريسيش - بابيش، إلى آخر تطورات قضية الصحراء، حيث أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الإرادة الصادقة للمغرب في التوصل إلى حل سياسي تفاوضي لهذا النزاع المصطنع، في انسجام تام مع روح الواقعية والتوافق، التي دعت إليها قرارات مجلس الأمن الأخيرة. كما أشارت أخرباش إلى عزم المغرب الراسخ، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على المضي قدما في ترسيخ النهج الديموقراطي المحلي التشاركي، من خلال جهوية موسعة، ستطبق أولا في الأقاليم الجهوية . وأجرت كاتبة الدولة أيضا، خلال زيارة العمل إلى البوسنة و الهرسك، مباحثات مع نائب وزير التجارة الخارجية والعلاقات الاقتصادية، حامدو تينياك، تناولا فيها فرص تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي في مجال التحفيز على الاستثمار والتبادل التجاري، خاصة في مجالات الطاقة والفوسفاط والسياحة والفلاحة. واتفق الجانبان على تنظيم بعثات استكشافية تضم مسؤولين سامين من القطاعات الوزارية المعنية، ومن هيئات رجال الأعمال، كما اتفقا على ضرورة تسريع المشاريع المتعلقة بالاتفاقيات ذات الصلة، على الخصوص، بحماية الاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي. واجتمعت أخرباش أيضا بنائب رئيس مجلس النواب، بيريتز بيلكيتش، وبحثت معه آفاق دعم التعاون البرلماني بين المغرب و البوسنة و الهرسك. ويضم الوفد المغربي المرافق لأخرباش، خلال هذه الزيارة، على الخصوص، مولاي عباس القادري، سفير جلالة الملك في هنغاريا، وعبد الله زاكور، المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون.