يدشن المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل زيارة ستقوده المغرب والجزائر وتندوف بغرض التنسيق لتحديد موعد الجولة خامسة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بمانهاست ضاحية نيويورك. ويرجح أن تعقد الجولة الخامسة في مارس القادم. وستنصب الزيارة التي يقوم بها المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة على تحديد جدول أعمال الجولة الخامسة من المفاوضاتبغرض تحقيق تقدم ملموس بعد أربع جولات عقيمة. وكان الرئيس السابق لبعثة المينورسو الإيطالي فرانسيسكو باستاغلي قد توقع الأسبوع الماضي استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في مارس المقبل، معربا في الآن نفسه عن تشاؤمه «بعض الشيئ بخصوص النتائج لانه من جهة لم تؤدي المفاوضات حتى الان الى أي تحسن للوضع و من جهة اخرى هناك الخطر الذي تنطوي عليه المفاوضات المباشرة حيث يكون فيه الجانبين نوعا ما أسيرين للمسار». ويعتبر إنعاش مسلسل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو أكبر تحدي يواجه المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام، إذ يتوجب عليه قيادة هذه المفاوضات بشكل مثمر كما نصت على ذلك آخر قرارات مجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء، وهو ما سيفرض عليه عدم إعادة المفاوضات لنقطة الصفر. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت عند تعيينها للمبعوث الجديد أنه «سيعمل مع الأطراف المعنية ودول المنطقة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1813، والقرارات السابقة، ومستفيدا من التقدم الذي تحقق حتى الآن، بهدف الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين، يحقق تقرير المصير لمواطني الصحراء». ويهيب نص القرار 1813 الصادر من مجلس الأمن في أبريل الماضي بالطرفين «مواصلة المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية، مع أخذ الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة في الحسبان». وتتركز أهم هذه التطورات اللاحقة في مبادرة التفاوض المغربية من أجل الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية. كما يدعو القرار ذاته إلى «الانتقال بالعملية إلى طور المفاوضات الجوهرية الأكثر تعمقا، بما يكفل نجاح المفاوضات». وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري قد أعلن أمام مجلس حكومي سابق أن المغرب جدد للأمين العام للأمم المتحدة إرادته الثابتة في مواصلة المفاوضات حول قضية الصحراء بالجدية وحسن النية اللازمتين، لكن دون الرجوع إلى نقطة الصفر. وأبرز الفاسي الفهري حينها في عرض قدمه أمام المجلس حول تطور ملف الوحدة الترابية، أن مهمة المبعوث الأممي الجديد، حسب الاتفاق القائم، لا يمكنها إلا أن تندرج في نطاق قرار مجلس الأمن رقم 1813، أي على مبدأ أن المفاوضات تظل مؤطرة في روح الواقعية والتوافق. وبينما يؤكد المغرب على تشبثه بمشروع الحكم الذاتي كقاعدة للتفاوض يمكن أن تفضي إلى حل سياسي نهائي ودائم وعادل، لا تزال مواقف الانفصاليين المدعومة من الجزائر مصرة على إعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر وإفراغ مسلسل مانهاست من محتواه وتحويله إلى مجرد جلسات للمناورة السياسية والإعلامية. وسيتوقف نجاح الجولة الخامسة المرتقبة على مدى التعاطي الإيجابي للبوليساريو مع المقترح المغربي من خلال وضع مسافة معينة مع العسكر الجزائري وتحقيق نوع من استقلالية القرار الصحراوي. ويعد الأمريكي كريستوفر روس المبعوث الشخصي الثاني للأمم المتحدة الذي يشرف على مفاوضات مانهاست، بعد الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي أشرف على أربع جولات ما بين يونيو 2007 ومارس 2008، توجها بتقرير إلى الأمين العام أكد فيه أن خيار استقلال الصحراء خيار غير واقعي.