سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس وزراء ليبيا الأسبق ل «الشرق الأوسط»: لا يكفي طرد القذافي بل يجب محاكمته دوليا مصطفى بن حليم طالب بتدخل خادم الحرمين الشريفين وقادة الدول الإسلامية لوقف حمام الدم
"الشرق الاوسط" لندن: محمد الشافعي قال مصطفى أحمد بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق إن إقالة العقيد معمر القذافي أو طرده من ليبيا لا تكفي اليوم بل يجب محاكمته دوليا على الجرائم التي ارتكبها. وطالب بن حليم في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في الإمارات حيث يقيم بفتح «تحقيق دولي مستقل» في أحداث ليبيا متحدثا عن احتمال وقوع «جرائم ضد الإنسانية». وطالب برفع دعاوى قضائية ضد القذافي وأبنائه في الخارج. وأكد أن الشعب الليبي والمواطنين الأبرياء يتعرضون «لإبادة حقيقية» على أيدي قوات الأمن أسفرت عن مئات القتلى والجرحى. وطالب «بوقف أعمال العنف غير المشروعة التي ترتكب ضد المتظاهرين» وأكد أن «الاعتداءات المنظمة ضد السكان المدنيين تدخل ضمن جرائم ضد الإنسانية». وطالب ب«فتح تحقيق دولي مستقل» حول هذه الارتكابات وب«الوقف الفوري للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الليبية». وقال بن حليم: «هناك وحشية من النظام ومرتزقته، إنهم يستخدمون الرصاص الحي والقصف الجوي على المتظاهرين». وقال إن الأعمال التي يقوم بها القذافي ضد أبناء شعبه «تفتقر إلى أبسط القيم الإنسانية وتتنافى مع الكرامة وحقوق الإنسان». ودعا إلى «وقفة عربية وإسلامية ودولية عاجلة لمناصرة الشعب الليبي الذي يتعرض لعملية إبادة حقيقية». وناشد أيضا المجتمع الدولي «إدانة تلك الأعمال المرفوضة جملة وتفصيلا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك من خلال بلورة موقف يضع حدا لمثل هذه الانتهاكات البشعة» مؤكدا ضرورة احترام حرية وخيارات الليبيين. وناشد بن حليم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكذلك قادة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، التدخل لوقف حمام الدم في الشوارع الليبية. وأكد بن حليم وجود عناصر أجنبية مسلحة مأجورة في الدولة، تدعم حكومة القذافي وتهاجم المتظاهرين المعارضين بالمدافع والطائرات، وقال لقد أحضر القذافي «حثالة أفريقيا» من المرتزقة لضرب أبناء الشعب الليبي، يجب عدم السكوت على هذا الرجل، وألا تمر جريمته هذه المرة مرور الكرام. وقدرت المعارضة الليبية أمس أعداد من لقوا حتفهم في ليبيا منذ بدء الاحتجاجات بأكثر من 560 شخصا، وخلفت الاحتجاجات على حكم القذافي في طرابلس وغيرها من المدن الليبية مئات القتلى بيد قوات الأمن وفقا لما أورده شهود وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان. وامتدت المظاهرات إلى طرابلس من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية مهد الثورة التي حاصرت عددا من البلدات والتي يقول سكان إنها الآن في أيدي المحتجين. وشنت قوات الأمن حملة صارمة ضد المتظاهرين في أنحاء البلاد حيث دار قتال في طرابلس بعد اندلاعه في شرق ليبيا المنتج للنفط الأسبوع الماضي في رد فعل إزاء عقود من القمع وفي أعقاب انتفاضات أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري. ويعتبر بن حليم رئيس وزراء ليبيا الأسبق أحد الرجال الذين صنعوا تاريخ ليبيا الحديث، ومن أبرز كتبه: «صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي».