تشهد الأوساط الدولية والعربية تحركات مكثفة تجاه الأحداث التي تعرفها ليبيا، فيما تسعى عدد من الدول إلى إجلاء رعاياها المقيمين بهذا البلد الذي يواجه مظاهرات عارمة شملت معظم مناطق البلاد خلفت سقوط المئات ما بين قتيل وجريح. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أن مجلس الامن الدولى سيبحث اليوم الثلاثاء الازمة فى ليبيا، مشيرا إلى أنه تحدث مع العقيد معمر القذافى وحثه على ضبط النفس. وقال بان كى مون إن مساعد السفير الليبى فى الأممالمتحدة طالب بعقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن الدولى وأنالمجلس سوف يجتمع اليوم الثلاثاء. وذكر دبلوماسيون فى مقر الأممالمتحدة في نيويورك أن اجتماع مجلس الأمن حول ليبيا اليوم سيكون مغلقا . وكانت قطر قد طلبت من الاممالمتحدة "سرعة التدخل" لوقف استخدام القوة ضد المدنيين بليبيا، داعية مجلس الأمن الى اتخاذ "موقف عاجل". وأوضحت وكالة الانباء القطرية (قنا) أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا فجر اليوم الثلاثاء مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول تطورات الاوضاع في ليبيا، مشيرة إلى أن الشيخ حمد طلب "سرعة التدخل لوقف استخدام القوة ضد المدنيين والعمل على حقن الدماء". كما أكد مصدر مسؤول بالجامعة العربية أنه تقرر عقد اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع في ليبيا. ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) المصرية عن المصدر ذاته أنه سيعقد ظهر اليوم اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا. وأصدرت الجامعة العربية بيانا في وقت سابق أكدت فيه حق الشعوب العربية في الاصلاح والتطوير والتغيير، معتبرة إياه حقا مشروعا، وأنه طرح متكامل تشارك فيه مشاعر الأمة العربية كلها. من ناحيتها، دعت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي، اليوم الثلاثاء، إلى وقف فوري لما وصفته ب"الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ترتكبها السلطات الليبية وإجراء تحقيق دولي مستقل في القمع العنيف لمواجهة الاحتجاجات في البلاد". وقالت بيلاي في بيان صادر عن مكتبها "ان المجتمع الدولي يجب أن يتوحد في إدانة هذه الأفعال وتقديم التزامات لا لبس فيها لضمان تحقيق العدالة للآلاف من ضحايا هذا القمع". وأكدت أن "حماية المدنيين ينبغي أن تكون دائما هي الاعتبار الأساسي في الحفاظ على النظام وسيادة القانون ويجب على السلطات أن تتوقف فورا عن هذه الأعمال غير المشروعة من العنف ضد المتظاهرين حيث يمكن أن ترقى الهجمات المنهجية واسعة النطاق ضد السكان المدنيين الى جرائم ضد الانسانية". وقالت أن مكتبها متاح لتقديم الدعم والمساعدة من أجل التحقيق في الأحداث الأخيرة في ليبيا وكذلك من أجل" تعزيز وحماية الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في هذا البلد"، مبينة أن المجتمع الدولي "يتعين عليه العمل لضمان تحقيق تطلعات حقوق الانسان لشعب ليبيا. من جهة أخرى، شرعت بعض الدول في إجلاء رعاياها من ليبيا في ظل تردي الوضع الأمني، وقامت السلطات المصرية اليوم الثلاثاء، بإرسال طائرتين عسكريتين لنقل مواطنيها من ليبيا، غداة ما اعتبرته "تحريضا" ضد المصريين المقيمين هناك من قبل سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وحسب قناة (النيل) للأخبار، توجهت طائرتا نقل عسكري صباح اليوم الى طرابلس لنقل المصريين من ليبيا. ونقل عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريح لإحدى القنوات الفضائية قوله، إن تدمير مدرج مطار بنغازي يعيق هبوط طائرات مصرية. وكان أبوالغيط قد قال أمس إن بلاده فوجئت بما ورد فى خطاب سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي بشأن مشاركة عناصر مصرية فى الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المدن الليبية، معتبرا ذلك تحريضا يعرض حياة المصريين المقيمين فى ليبيا للخطر. وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن تلقيها معلومات عن وفاة إثنين من المصريين العاملين في ليبيا، بطلقات نارية، خلال الأحداث التي تشهدها ليبيا، فيما عاد 4000 مصري إلى البلاد برا أمس الاثنين. كما تم إجلاء 114 شخصا الليلة الماضية على متن طائرة عسكرية برتغالية من مطار طرابلس نحو قاعدة عسكرية لحلف شمال الأطلسي في إيطاليا. ونقلت وكالة الأنباء البرتغالية (لوسا) عن مصدر في وزارة الدولة للجاليات البرتغالية قوله إن من بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم 80 برتغاليا و34 أجنبيا. وكان سفير البرتغال في طرابلس روي اليخيو قد أشار أمس إلى أن الأجانب موظفون في شركات برتغالية وفي الأممالمتحدة. ووصل إلى الجزائر العاصمة فجر اليوم الثلاثاء 250 من الرعايا الجزائريين في ليبيا كدفعة أولى. وذكرت إذاعة الجزائر الحكومية أن طائرة أخرى ستصل في وقت لاحق اليوم تحمل دفعة من الرعايا الجزائريين. كما تشهد الحدود الجزائرية الليبية البرية عودة العشرات من الرعايا الجزائريين. وكانت الجزائر قررت أمس إجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة ليبيا بعد تدهور الوضع هناك. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من الدول دعت رعاياها إلى تجنب كل سفر غير ضروري إلى ليبيا، فيما أمرت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، جميع موظفيها غير الأساسيين بمغادرة ليبيا، ونصحت مواطنيها بتجنب السفر الى هذا البلد في ظل ما يشهده حاليا من اضطرابات.