الدار البيضاء "مغارب كم": خالد ماهر كانت الساعة تشير أمس إلى الرابعة عصرا، والجموع المحتشدة بساحة محمد الخامس وسط مدينة الدارالبيضاء، قد تشكلت في صورة حلقات بشرية تناقش وتهتف كل واحدة على حدة بمطالبها. وإن اجتمع دعاة ومشاركو الاحتجاج صباح أمس الأحد في ساحة محمد الخامس الفسيحة، طفت على السطح تباينات بينهم في المطالب جعلت البعض ينفضون عن الجمع والتجمهر في جهة أخرى في الساحة الإدارية في عاصمة الاقتصاد المغربي. وفيما تعالت أصوات بعض المحسوبين على اليسار الراديكالي بتغيير النظام، توسل بعض الشباب من حركة "20 فبراير بمكبرات صوت، ردد من خلالها أحدهم قصيدة "المنفرجة"، ل"ابن النحوي" شاعر الأندلس، معتمدا لحن مؤديها المطرب المغرب عبد الهادي بلخياط. وقال مصطفى ضعوف، وهو عضو بجمعية "أطاك" المغربية، ل"مغارب كم" إن "كلٌّ يبكي على ليلاه" وأن المطالب تختلف من تنظيم لآخر وحسب قناعات كل فرد، مؤكدا أنه حج إلى هذه الساحة منذ الصباح للمطالبة ب"إسقاط حكومة الوزير الاستقلالي عباس الفاسي". وتحلق مناضلون أمازيغيون في حلقة خاصة بهم رافعين علما أمازيغيا ومرددين مطلب "دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وطنية"، بينما اخترقت فاطمة برقي، الحلقة ملتحفة بالعلم الوطني وحاملة صورة للملك محمد السادس، وشعارا "ما تقيش بلادي". وقالت فاطمة برقي، إنها ابنة مقاوم، سالت دماؤه من أجل الوطن، وأنها قررت النزول للشارع حبا في الملك الشاب محمد السادس و"لفت الانتباه إلى أن أعداء للمغرب يتربصون به منتظرين لحظة كهذه لبث الفرقة بين المغاربة". وحافظت الجماهير التي تجمعت أمس في ساحة محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية للمملكة على ترديد هتافات حثت على "الهدوء والاحتجاج بطرق حضارية"، قبالة رجال الأمن الواقفين بمعية عناصر من القوات المساعدة خلف متاريس نصبت أمام مقر ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى.