شبه بضع عشرات من منظمين ومشاركين في احتجاجات 20 فبراير بساحة محمد الخامس وسط الدارالبيضاء، هذه الأخيرة بمدينة "سيدي بوزيد" حيث انطلقت شرارة ثورة الياسمين في الرابع عشر من شهر يناير الماضي. وطفق نسوة وشباب وكهول يرددون شعار "ماشي بعيد ماشي بعيد.. الدارالبيضاءسيدي بوزيد." واحتل قرابة 800 شخص من أعمار مختلفة جنبات شارع الحسن الثاني، قبالة مقر ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى والمحكمة الإبتدائية وثكنة العقيد عبد السلام العابدي التابعة لحامية المدينة. ولم يصب الحمام المتطاير قرب نافورة محمد الخامس، بفزع رغم ما رددته حناجر المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، أبرزها لازمة "الشعب يريد إسقاط الفساد". واتهم المتظاهرون "طغمة من المفسدين" بالتحكم في ثروات المغرب ونهب أمواله العامة ضد على مصالح الأغلبية في مغرب القرن الواحد والعشرين. وضدا على ما رفعه المشاركون في المظاهرة، انزوت نسوة غير بعيد عن المحتجين رافعين الأعلام المغربية وصور العاهل المغربي محمد السادس. ودخل بعض المشاركين في المظاهرة في جدال مع هؤلاء النسوة، ليخلصوا إلى أن المقصود من الاحتجاج هي حكومة "عباس الفاسي" التي قالوا إنها تبسط وزراءها والمقربين من حزب الاستقلال على دواليب الحكومة منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في شتنبر 2007، في إشارة منهم إلى رغبتهم في سقوط الحكومة وفيما ذابت النسوة وسط المحتشدين في ساحة محمد الخامس، قال محمد حاد، وهو فاعل جمعوي، إن المطالب التي يرفعها المتظاهرون لا تتجاوز سقف المطالب التي ظلت ترفعها أحزاب سياسية في المملكة منذ سنوات. وألمح حاد، إلى أن المشاركين لا يرغبون في إسقاط النظام كما في تونس ومصر وإنما يودون أن تنخرط الدولة في مسايرة التغييرات التي يشهدها العالم العربي، خصوصا على الصعيد الديمقراطي والإصلاح الدستوري. وشوهد نور الدين عيوش، وهو رجل أعمال في مجال الإشهار، بمعية منظمي مظاهرة "20 فبراير" بالدارالبيضاء. وقال عيوش، في تصريح ل"مغارب كم"، إنه يساند المطالب الداعية إلى إقرار نظام ملكي برلماني "يسود فيه الملك ولا يحكم". وطالب عيوش بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ومن بينهم المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، المعتقل على خلفية ما يعرف ب"خلية بليرج". وناشد عيوش، فتح حوار مع جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية المحظورة، مؤكدا أنها أبدت مرونة ولم تتخذ موقفا عدائيا إزاء المملكة. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر والنصف، وقد أحاط سوار من رجال الأمن الوطني وعناصر للقوات المساعدة، بالمحتجين الذين سرعان ما احتلوا إسفلت شارع الحسن الثاني، فيما لم تحدث أي مصادمات أو انفلات. وطالب يوسف جلال، وهو شاب عشريني، يتحدر من مدينة الراشيدية (الجنوب الشرقي للمغرب)، بالإفراج عن معتقلين أمازيغيين، هما حمدي أعضوش ومصطفى أسايا، وكذا إماطة اللثام عما خفي حول وفاة "مبارك أو العربي" وهو مغني" راب" تمحورت أغانيه حول القضية الأمازيغية في المغرب. وقال المتحدث ل"مغارب كم" إن المغني شارك في مهرجان موسيقي بمدينة طنجة (شمال المغرب) خلال الصيف الماضي، غير أن المرض الذي ألم به مما أودى بحياته في التاسع من يناير الماضي، مشككا في جهة خفية دست السم للشاب بسبب مواقفه من القضية الأمازيغية.