"الشرق الاوسط" نواكشوط: محمد الأمين اعتقلت قوات الأمن الموريتانية أمس عددا كبيرا من الأرقاء السابقين (الحراطين)، على خلفية اكتشاف حالة استعباد جديدة في حي فقير من أحياء نواكشوط العاصمة يدعى الفلوجة. ويوجد من بين المعتقلين، بيرام ولد عبيد، رئيس حركة الانعتاق، وهي هيئة حقوقية تدافع عن حقوق العبيد في موريتانيا، بعد مواجهات بين نشطاء من الحركة وعناصر من الشرطة استخدمت فيها الأخيرة الهراوات ومسيلات الدموع. وعزت الشرطة سبب المواجهات إلى أن الحركة كانت بصدد تنظيم نشاط غير مرخص له من الجهات المختصة، بينما يدعي ولد عبيد أنه وأنصاره، كانوا يتجهون إلى البيت الذي تمارس فيه العبودية من طرف سيدة تجاه قاصرات، حسب رأيه، فاعترضت الشرطة سبيلهم، ودخلت معهم في مواجهات، وأصابت الكثير منهم بجروح قبل أن يتم اعتقالهم. ويعتبر الرق من الأمور الشائكة في موريتانيا، إذ تصر الحكومات المتعاقبة على أن الرق لم يبق له أثر في البلد بعدما اتخذت حزمة من الإجراءات القانونية والتشريعية تضمن عدم عودة ممارسة الظاهرة في البلاد، كان آخرها قانون يجرم ممارسة العبودية، وصادق عليه البرلمان الموريتاني عام 2007. وتعتبر الحكومة الموريتانية أن وجود حالات شاذة في البلاد لا يدل على استشراء الظاهرة، حسب ما يروج له بعض النشطاء المناوئين للعبودية.