تترقب أجهزة الأمن الجزائرية الحصول على معلومات يمكن أن يوفرها للسلطات الموريتانية أحد أبرز المطلوبين سابقاً لديها التقي ولد يوسف الذي يُعتبر «الرجل الثاني» في الجناح الذي يقوده الجزائري مختار بلمختار (أبو العباس) في فرع الصحراء. في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأُفيد أن تسليم الموريتاني ولد يوسف لبلاده جرى في سياق اتفاق مخابرات دول الساحل في الجزائر على تطبيق اتفاقات تسليم المطلوبين. وتسلمت السلطات الموريتانية القيادي السلفي ولد يوسف من النيجر بعد وصوله على متن رحلة للخطوط الجوية المغربية مع عناصر من الأمن الموريتاني، صباح أول من أمس. وتعتقد أجهزة الأمن في الجزائرونواكشوط أن السلفي هو أحد أبرز أتباع مختار بلمختار، المنشق عن قيادة الصحراء في «القاعدة» والتي يقودها يحيى جوادي (أبو عمار). وتفيد أنباء إعلامية موريتانية أن أجهزة الأمن في نواكشوط تصف ولد يوسف بأنه أحد نشطاء التيار السلفي المعروفين وأحد الموريتانيين القلائل الذين ظلوا مرافقين لخالد أبو العباس طيلة مراحل التنظيم المضطربة. وترجّح المعلومات المتوافرة في الجزائر أن ولد يوسف يملك معلومات عن الإنقسام الذي ضرب «قيادة الصحراء» في التنظيم، بين جبهة تنشط شرقاً نحو النيجر، يقودها جوادي ويرأسها مباشرة «عبد الحميد أبو زيد»، وأخرى غرباً نحو موريتانيا يقودها الجزائري «الأعور» (بلمختار). ودخل ولد يوسف إلى الأراضي الموريتانية مرات عدة كان أبرزها سنة 2007 حينما حضر جلسات المحاكمة التي تعرض لها عناصر تنظيم إسلامي خلال حكم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله. وظل التقي ولد يوسف متخفياً منذ تلك المحاكمة، إلى أن جاءت أحداث «تفرغ زينه» الدموية أو ما عرف ساعتها ب «مواجهات نواكشوط» بين جماعة سلفية وأجهزة الأمن، ليغادر البلاد عائداً إلى صحراء مالي والنيجر. وتفيد المعلومات المتوافرة أن التقي ولد يوسف ورفيقيه عبدالمالك وعبدالرحمن النواجري (طاقم القيادة) كانوا جميعاً في نواكشوط عندما خططت «القاعدة» لعملية قبالة سواحل البلاد ضد أهداف غربية، قبل أن ينكشف المخطط فجأة. وطبقاً لهذه المعلومات فإن التقي ولد يوسف ورفاقه طالبوا قائد الخلية المعتقل حالياً الخديم ولد السمان بأن يلتحق بهم على الطريق الرابط بين العاصمة نواكشوط ومقاطعة «أكجوجت» بعد انكشاف أمر الخلية، لكن تلكؤ الأخير دفع بهم إلى مغادرة الأراضي الموريتانية تحت إلحاح من قادة التنظيم في الخارج، بينما كانت أجهزة الأمن الموريتانية منشغلة بمحاصرة المنزل الذي كان يتحصن فيه قادة الخلية. ويتحدر التقي ولد يوسف من أسرة فقيرة تتحدر من «الحراطين» (الرقيق السابقين).