منعت السلطات الجزائرية وكالات السياحة المهتمة بجلب سيّاح غربيين إلى الصحراء الجزائرية من تقديم عروض للسياحة في منطقة «الطاسيلي»، وأبقت على وجهة وحيدة مسموح بالسياحة فيها هي «قمة الأسكرام» بشمال شرقي تمنراست (2000 كلم جنوبالجزائر العاصمة). وقالت مصادر رفيعة ل «الحياة» إن القرار «أمني وقائي بحت»، وجاء «بسبب معلومات عن محاولة (تنظيم القاعدة) خطف سيّاح من على الأراضي الجزائرية». وأفادت مصادر مسؤولة ل «الحياة»، أمس، أن السلطات الجزائرية شددت إجراءات حماية السيّاح بالتنسيق مع العاملين في هذا القطاع في جنوب البلاد. وقالت إنه تم «تعقيد» الخطوات المطلوبة التي تسبق جلب وفود سياحية، وتحديد وجهة وحيدة للسيّاح هي «قمة الأسكرام» المعروفة بوصفها واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة لدى السيّاح الأوربيين. وذكرت المصادر نفسها أن السلطات منعت تخصيص رحلات للسيّاح إلى جبال "الطاسيلي" التي تمتد من تمنراست في أقصى الجنوب إلى إليزي في الجنوب الشرقي. ولاحظت أن السلطات الجزائرية تلقت «تحذيرات مهمة» من جهات أمنية في خصوص إمكان قيام «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بمحاولات خطف تتم خلال تواجد وفود السيّاح في المنطقة خلال احتفالات رأس السنة الميلادية. وتهتم الجزائر بإحباط أي محاولة لخطف غربيين من على أراضيها. وكل العمليات التي نفّذها ضدّ السيّاح الأجانب أتباع «عبدالحميد أبو زيد»، القيادي في «القاعدة» في منطقة الساحل الصحراوي، تمَّت على أرض غير جزائرية (مالي، النيجر، موريتانيا وأقصى الجنوب التونسي). وقالت المصادر: «يهمّنا جداً أن نضع حداً للابتزاز الذي يقوم به عناصر التنظيم في الساحل، فما بالك على الأراضي الجزائرية... منذ العام 2003 لم نشهد أي عملية من هذا النوع لدينا»، في إشارة إلى خطف 32 سائحاً على يد القيادي السابق في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» عبدالرزاق «البارا» (عماري صايفي). وأفيد أن السلطات الجزائرية طلبت من وكالات السياحة عدم تنظيم رحلات للسياح نهاية هذه السنة في مناطق طاسيلي - أزجر وطاسيلي - أهقار، كما فرضت على الوكالات السياحية إعلام مديرية السياحة لغرض الحصول على "تصريح أمني" (كي تتلقى السلطات المحلية في أهقار بلاغاً مسبقاً بموعد وصول السياح ووجهتهم). وعادة يطلب السياح الغربيون قضاء ليلتين على أقصى تقدير في «قمة الأسكرام»، وبقية العطلة يقضونها في «الطاسيلي»، الذي يتنوع بين جبال صخرية وصحارى شاسعة. وتذكر المصادر أن أجهزة الأمن الجزائرية أحبطت قبل فترة محاولة قام بها التنظيم المسلح لخطف سياح غربيين. وقالت إن «القاعدة» كلّفت بهذه المهمة "عناصر نشطة من قبائل الطوارق". وأضافت: «أوقفوا في مطار تمنراست، حيث كانوا ينتظرون السيّاح لتتبعهم نحو وجهتهم». وتابعت: «تمكنت أجهزة الأمن من احباط المحاولة بفضل نظام تعقُّب عالي التقنية لاتصالات هاتفية بين الخاطفين وعناصر التنظيم التي كانت على استعداد لدفع أموال لقاء الرهائن". ويعمل مختصون أمنيون حالياً على تجسيد ما تم الاتفاق عليه أخيراً بين استخبارات دول الساحل، في خصوص تجنيد مهربين يُشاع أن علاقاتهم باتت واسعة مع عناصر التنظيم في الساحل الافريقي.