فجّر القيادي الموريتاني بتنظيم ''القاعدة'' والمعتقل حاليا الخديم ولد السمان، مفاجأة عن علاقة جمعت الأمن الموريتاني ب''مختار بلمختار'' المكنى ''خالد أبو العباس''. وقال ولد السمان إن القيادي ''بلمختار'' أخبره شخصيا بأن قادة الجيش أبرموا معه اتفاقية عدم الاعتداء بأوامر من رئيس البلاد الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، غير أن الأخير عاد وخرقها من جديد. وكشف الخديم ولد السمان، أحد أهم القياديين في ''القاعدة'' الرافضين لأي أشكال من الحوار مع السلطات الموريتانية، عن تفاصيل كانت خفية في نشاط ''مختار بلمختار'' قد تفسر أسباب اختفاء الأخير عن النشاط الإرهابي في الساحل لشهور طويلة، ثم عودته من باب خطف الرهائن الغربيين. وذكر ولد السمان خلال مثوله أمام محكمة الجنايات بنواكشوط، إن موريتانيا هي من بادرت بخرق الهدنة التي كانت قائمة بين التنظيم الإرهابي وقادة الجيش الموريتاني وأن ''القاعدة'' غير معنية بالمواجهة مع موريتانيا. ويحيل تصريح ولد السمان إلى تفسير وحيد، وهو موافقة ''بلمختار'' على عرض موريتاني في عهد الرئيس الأسبق، بتركه في مواجهة مع النظام الجزائري، بمقابل عدم التعرض للمصالح الموريتانية، كما يفسر تقارير عن ''الهدنة'' التي دخل فيها لما تراجع واحتمى بقبيلة أصهاره في تومبوكتو بمالي (قبيلة البرابشة) لفترة طويلة، لكنه عاد فجأة إلى النشاط المسلح وغيّر وجهته وحوّل محور تحركاته إلى الحدود مع موريتانيا، وقد ظهر مؤخرا في شريط مصور وقد تغيرت ملامحه كثيرا عن الصورة الوحيدة التي تداولها الإعلام في فترة صباه. لذلك يوضح الخديم ولد السمان عن العمليات التي نفذتها ''القاعدة'' ضد وحدات الجيش الموريتاني، بأن الجيش هو من بادر بتتبع عناصر التنظيم وأن التعليمات كانت صارمة من قيادة ''القاعدة'' بعدم الاعتداء على السكان أو الوحدات العسكرية، لكن كان لدى عناصرها أوامر بإطلاق النار على من يلاحقهم وهو ما تم خلال تلك العمليات. ويوصف ''أبو العباس'' لدى أتباعه بصاحب الكاريزما القوية بفعل علاقاته الكثيرة والمتشعبة مع قبائل التوارف والعرب المنتشرين في الصحراء. وقد تعرض لمحاولات تصفية داخل التنظيم نفسه، من قبل ''يحيى جوادي'' لسحب القيادة الصحراوية منه. وتفيد التقارير الأمنية بأن بلمختار، الذي استقر في مالي فارا إليها من النيجر منذ عشر سنوات، تمركز في ستة مواقع شمال غربي مالي، على الحدود مع الجزائر وموريتانيا، منها أربعة مواقع متغيرة ومعسكران يشرف فيهما ''بلعور'' على تدريب أتباعه من التوارف العرب الماليين، الذين تنتمي غالبيتهم إلى قبيلة أصهاره هناك، إلى جانب بعض الجزائريين المنضوين تحت لوائه. وعن التهم الموجهة إليه قال ولد السمان إن دوره هو ''الإرهاب''، وإنه على علاقة فعلا بتنظيم القاعدة ومسؤول عن تلك العمليات وعن أخرى قال إنها قادمة. واعترف ولد السمان بقيادته لعملية ''تفرغ زينه'' في قلب نواكشوط، قائلا إن من وصفهم ب''مخابرات القاعدة'' اتصلوا به وأبلغوه عن العملية وقد اتصل بدوره برفيقه أحمد ولد الراظي (قتل) وطالبه بوضع العناصر داخل المنزل في حالة استعداد والتأهب لمواجهة العناصر التي انتدبت لاقتحام المنزل. وقال ولد السمان إنه استطاع الوصول إلى المنزل قبل الشرطة بساعة وعقد مع رفاقه اجتماعا سريعا لتدارس الموقف، وقرروا بعدها الانسحاب ومواجهة من يقترب منهم، قائلا ''لقد كنت أول من أطلق النار، أما الآخرون فكانوا مأمورين''، نافيا أن يكون للمحاكمين معه أي دور في العملية أو أن يكون أقر بمشاركتهم تحت التعذيب.