قضت محكمة الجنايات في نواكشوط بالسجن لمدد تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات على المتهمين بالانتماء لخلية "انواذيبو" الإرهابية، من بينهم شقيق الخديم ولد السمان، زعيم القاعدة في موريتانيا،وقالت المحكمة إن هذه المجموعة متهمة بالتخطيط لأعمال إرهابية وتقديم المساعدة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فحكمت على محمد البشير ولد السمان، شقيق الخديم ولد السمان بالسجن خمس سنوات نافذة ومصادرة الممتلكات، وغرامة 500 ألف أوقية (1240 يورو)، وحكمت على المتهمين الشيخ أبو المعالي ولد سيد محمد، والأمين ولد حمود، بالسجن 3 سنوات مع غرامة 500 ألف أوقية. وبينما دفع محمد شقيق الخديم ولد سمان، المتهم "بالانتماء إلى منظمة غير مرخصة" ببراءته في المحكمة، طالبت النيابة العامة بإنزال عقوبة السجن به 12 عاما مع النفاذ وغرامة 5 ملايين أوقية، كما طالبت بأحكام مشددة لباقي المتهمين في إطار ما يعرف ب"خلية انواذيبو". وكانت محاكمة عناصر القاعدة في موريتانيا بدأت، الأسبوع الماضي، باستدعاء عدد من المتهمين المشمولين في ملفات فردية وثنائية، أقل تعقيدا من قضية خلية "أنصار الله"، على أن تبدأ المحكمة محاكمة المتهمين في الملف الأساسي المعروف باسم ملف "أنصار الله المرابطون في بلاد شنقيط" السبت الماضي. واستأنفت الاثنين المنصرم، محاكمة 16 معتقلا متهمين في قضايا إرهاب وذلك في ما يعرف بقضية تنظيم "أنصار الله المرابطون" إذ تعتبر هذه المحاكمة اكبر محاكمة لعناصر القاعدة في موريتانيا، ويوجد من بين المعتقلين عناصر قيادية في تنظيم القاعدة بموريتانيا كأمير التنظيم الخديم ولد السمان، ومعروف ولد الهيبة وسيدي ولد سيدينا اللذين سبق أن حكم عليهما بالإعدام في ماي الماضي بتهمة قتل أربعة سائحين فرنسيين أواخر 2007، إضافة إلى القيادي في تنظيم القاعدة التقي ولد يوسف واثنين آخرين سيحاكمان غيابيا. ويواجه المتهمون تهما بتشكيل "تنظيم أشرار" وقتل ضابط في الشرطة خلال اشتباكات حدثت في نواكشوط عام 2008، وتأتي محاكمة هذه الخلية بعد إفراج السلطات عن 35 معتقلا سلفيا استفادوا من عفو رئاسي نتيجة لحوار فكري نظمه العلماء والأئمة بداية العام الحالي معهم داخل السجن. وتعهد التائبون الذين اعتبروا من اشد الإسلاميين المعتقلين اعتدالا، ب"التقيد بتعاليم الإسلام المتسامح"، بينما تمسك باقي المعتقلين بمبادئهم ومن بينهم الخديم ولد السمان الذي كرر آنذاك تأكيد انتمائه إلى هذه المنظمة قائلا "أتحدث باسم الذين يحملون السلاح لمحاربة الكافرين وأتباعهم من القياديين في البلدان الإسلامية"، ورفع قميص كتبت عليه كلمة "القاعدة" مستفيدا من التركيز الإعلامي على الحوار الذي أجرته السلطات مع السلفيين داخل المعتقل. إلى ذلك أعلنت الحكومة الموريتانية أنها قررت تأسيس منحة لتحفيز الجيش على مكافحة الإرهاب، وتقتصر المنحة على الوحدات العسكرية المتواجدة فعليا على الجبهات القتالية في إطار عمليات مكافحة الإرهاب.