أصدرت محكمة الجنايات الرئيسية في بروكسلببلجيكا، أول أمس الاثنين، أحكاما في حق ثمانية متهمين، ضمن أعضاء "خلية إرهابية"، عرفت باسم "خلية المغربية مليكة العرود"، مرتبطة بتنظيم القاعدة، يشتبه في تجنيدها متطوعين لمقاتلة جنود غربيين في أفغانستان. وأدانت المحكمة بثماني سنوات سجنا نافذا، كأقسى عقوبة في حق مليكة العرود، (50 عاما)، البلجيكية من أصل مغربي، وزوجة عبد الستار دهمان، أحد المتهمين في عملية اغتيال المعارض الأفغاني أحمد شاه مسعود، في أفغانستان في 9 شتنبر 2001. إذ لبت المحكمة طلب المدعي بالحكم بسجنها ثمانية أعوام. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه رغم إنكارها، أدينت أرملة أحد الرجلين، اللذين اغتالا أحمد شاه مسعود، "بقيادة مجموعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة"، قامت بتجنيد شباب في بلجيكا وفرنسا لخوض "الجهاد" في أفغانستان. وقالت المحكمة خلال تلاوة حكمها، الذي استغرق نحو خمس ساعات، أن العرود التي برئت قبل بضعة أعوام خلال محاكمة سابقة في بلجيكا لشبكة إرهابية، واصلت من بلجيكا وسويسرا تحريك مواقع إلكترونية تدعو إلى الجهاد. وخلال المحاكمة، أكدت العرود أنها "ضد الإرهاب بكل أشكاله لكنها تؤيد الجهاد"، الأمر الذي اعتبرته المحكمة "غير منسجم مع انتمائها إلى القاعدة وعقيدتها الداعية إلى الجهاد العالمي". وقالت المحكمة إن كيفية عمل القاعدة لا يمكن اعتبارها بمثابة "نضال تحرير وطني" على قول محامي العديد من المتهمين. وحكمت المحكمة غيابيا على زوجها الحالي التونسي معز غرسلاوي، بالسجن ثمانية أعوام، أيضا، المتهم بمرافقة متطوعين إلى الحدود الأفغانية الباكستانية عبر تركيا. وهو هارب حاليا وموجود على الأرجح في المنطقة القبلية شمال باكستان. أما الرجل الثالث، الذي تقول المحكمة إنه من قادة المجموعة فهو هشام بيايو، 24 عاما، أحد المتطوعين الذين تدربوا في معسكرات القاعدة. وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام من بينها 37 شهرا مع التنفيذ. وكان هشام اتهم بالإعداد لأعمال إرهابية والتحريض، وإدارة المواقع الإلكترونية، التي أسستها العرود وزوجها. ومن المتهمين الستة الآخرين، برئ واحد، وحكم على الخمسة الآخرين أحدهم في حالة فرار، بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات بتهمة "الانتماء إلى مجموعة إرهابية". ويتعلق الأمر بيوسف حريزي، وعلي غنوتي، 24 سنة، إضافة إلى محمد وعبد العزيز، ابني عبد الله باستين واسمه الحقيقي "جون فرانسوا باستين" المعروف باعتناقه الإسلام ودفاعه المستميت عن توجهاته. وكانت انطلقت في الأسبوع الثاني من مارس المنصرم، ببلجيكا، محاكمة أعضاء الخلية. واعتقلت الشرطة الفيدرالية، في 11 دجنبر 2008، مليكة العرود وباقي المتهمين، لاذ اثنان بالفرار، منهم معز غرسلاوي زوج مليكة الحالي، عقب ورود معلومات أمنية بتخطيط هذه المجموعة لعمليات إرهابية. وعجل اقتناص الأمريكيين لمكالمة هاتفية، بين المشتبه به هشام بيايو وسيدة في بلجيكا، وتحويل مضمونها مباشرة إلى السلطات في بروكسيل، بعملية الاعتقال التي نفذتها الشرطة في كل من مدينتي "لييج" و"بروكسيل". ولم تعثر الشرطة بمنازل المتهمين على أي أسلحة أو متفجرات، بل على بعض الوثائق وشريط فيدو سجله المتهم هشام بيابو يودع فيه أسرته، وهو ما فسره رجال الأمن البلجيكي بأنه رسالة لعملية انتحارية كان المتهم ينوي القيام بها.