دافع طالب مسلم فرنسي مقيم في موريتانيا عن نفسه في وجه ما اعتبره اتهامات بالتورط في التحضير لأعمال إرهابية في أندونيسيا ،كالتها له الصحف في بلاده، وفق ما ذكرته وكالة "الاخبار" الموريتانية. وقال جان فريديريك سالفي المعروف ب"علي" في رسالة طويلة نشرتها عدة مواقع تهتم بشؤون الأقلية المسلمة في فرنسا إنه موجود في موريتانيا مع عائلته لأجل الدراسة. وقال "علي" إنه تردد على إدارة الأمن في موريتانيا ثلاث مرات من أجل إجراءات إقامته والسلطات الموريتانية والفرنسية على السواء على علم بكل تأكيد بوجوده في البلاد مستغربا وصف صحف فرنسية له بأنه "مطلوب خطير" للإنتربول. وقال "علي" إنه اتصل بالسفارة الفرنسية في نواكشوط التي أكدت له عدم علمها بأنه متابع. كما أنه راسل "الأنتربول" بشأن قضيته ولا زال ينتظر الجواب. ونشرت عدد من الصحف من الفرنسية تقارير تتحدث عن "علي" باعتباره "إرهابيا". وعنونت "لوبروغريه" قائلة "المسار المثير لفرنسي مطلوب في قضايا إرهاب" بينما عنونت "فرانس سوار" تحقيقها قائلة "جان فريدريك سالفي: جندي الإسلام المفقود". وقالت الصحف إن الشرطة في اندونيسيا أحبطت محاولة لتفجير سيارة مفخخة واكتشفت أن السيارة تعود إلى "علي" الذي عاش في اندونيسيا وماليزيا لسنوات، حيث اشتبهت الشرطة في أنه "تبرع" بسيارته لتفجيرها. ووفق الصحف فإن "علي" ومنذ اعتناقه الإسلام سنة 2000 انتهج أسلوبا متشددا في التدين حيث كان يدعو إلى "إسلام أصولي" في مسقط رأسه في "بونتارلييه". كما كان من أصحاب السوابق في بيع المنشطات قبل اعتناقه الإسلام، طبقا لما نشرت الصحف. وتساءل فريديريك في رسالته المطولة "كيف يتصرف المرء إذا اكتشف أنه يتصدر الصحف وأنه متهم بمخطط إرهابي...؟". وأضاف ساخرا "اسمي علي، سالفي فريدريك... ويجري البحث عني بنشاط، حسب وسائل الإعلام، بسبب مشاركتي في التحضير لعملية انتحارية في إندونيسيا، وذلك لحساب القاعدة، بطبيعة الحال". وقال "علي" إن السيارة المذكورة والتي رأى صورا منها في الصحف كانت له فعلا حين كان في اندونيسيا لكنه باعها لأحد أصدقائه وقد قال له بأنه سيستخدمها لصالح مدرسة إسلامية، وذلك حين كان "علي" يستعد للمغادرة إلى المغرب حيث أقام لبعض الوقت مع أصهاره قبل أن ينتقل إلى موريتانيا. ونفى أن يكون "هرب" من اندونيسيا قائلا إن رحلته إلى المغرب كانت عادية وكانت السلطات الاندونيسية تعرف بالضبط وقت واتجاه رحلته. وأشار فريديريك إلى أن الأمن المغربي أخضعه للمراقبة ثلاثة أيام قبل أن يخلي سبيله بعد الاعتذار له. وقد روى له المغاربة كيف أن نظراءهم الفرنسيين صرحوا لهم بأنهم ليس لديهم أي شيء ضده. وأكد الفرنسي المقيم في موريتانيا على براءته وقال "هذه هي قصتي وأريد أن أتحدث عنها علانية قبل أن أمنع من ذلك" ملمحا إلى أنه يتوقع اعتقاله. وأردف "أواصل استغلال لحظات الهدوء مع عائلتي وبناتي الثلاث، قبل أن يحصل ما سيحصل، ولن يكون إلا ما كتب الله". وسبق أن انتقل "علي" إلى مصر لدراسة اللغة العربية وتعميق معارفه حول الإسلام، لكنه –كما يبدو- فضل، كما بات يفضل غربيون كثر، الدراسة في المحاضر الموريتانية، وهي جامعات صحراوية تلقى فعالية طرقها في تدريس النحو والعلوم الإسلامية إعجاب المتخصصين.