أزولاي: التصدي لكل أنواع الإقصاء والعنصرية بإمكانه توفير فضاء أورومتوسطي متصالح مع قيمه لندن: «الشرق الأوسط» دعا المشاركون في المؤتمر الإقليمي حول حرية الإعلام في الشراكة الأورومتوسطية، الذي اختتمت فعالياته مساء أول من أمس في مراكش، إلى إحداث شبكة أورومتوسطية للصحافيين من أجل تشجيع التبادل واللقاءات بين أعضائها. وأضافوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم على مدى يومين بمبادرة من الاتحاد الأوروبي بشراكة مع مركز حرية الإعلام، أن هذه الشبكة مدعوة لكي تضطلع بدورها كقوة فاعلة للدفاع عن مهنة الصحافة وحرية التعبير لدى السلطات العمومية. وطالب المشاركون أيضا دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط بضرورة إرساء إطار قانوني موحد لضمان أمن وحرية تنقل الصحافيين. وأجمع المشاركون على أن أدبيات ومفاهيم أخلاقيات مهنة الصحافة يجب أن تحدد من قبل رجال الإعلام أنفسهم، داعين الحكومات إلى العمل على وضع قوانين وتنظيمات من شأنها ضمان ولوج أحسن للمعلومة لفائدة الصحافيين وأهمية تسييس هذه القوانين المنظمة لمهنة الصحافة. وتمحورت أشغال هذا المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 80 صحافيا يمثلون عدة منابر إعلامية ومنظمات تعنى بحرية الإعلام ومعاهد لتدريب الصحافيين من بلدان المنطقة، حول مواضيع تتعلق ب«حرية التعبير والصحافة» و«إشكالية خطاب الكراهية ودور الإعلام في الحوار الثقافي»، و«نماذج تدريب الصحافيين للرفع من كفاءتهم المهنية». كما تناول المشاركون مواضيع ارتبطت ب«إشكالية أخلاقيات المهنة»، و«حق الإعلاميين في التنقل عبر بلدان المنطقة الأورومتوسطية»، و«حماية وسلامة الصحافيين في مناطق النزاعات»، و«حق الإعلاميين في الحصول على المعلومات من دولهم ومن المؤسسات الحكومية التابعة للشراكة الأورومتوسطية». وفي سياق ذلك، قال أندريه أزولاي، رئيس مؤسسة «أنا ليند» للحوار الأورومتوسطي، إن المؤتمر ساعد على توضيح الرؤية في النقاش حول حرية الصحافة وآلياتها. وأضاف أزولاي، في تدخل له في ختام فعاليات هذا المؤتمر، أن «مؤتمر مراكش أسهم في تحقيق تقدم جماعي بمساعدتنا على جعل النقاش أكثر وضوحا حول حرية الصحافة وآليات هذه الحرية التي يستغلها أولئك الذين يدعون إلى الكراهية وانقسام مجتمعاتنا». ونوه رئيس مؤسسة «أنا ليند» بما لمسه من توافق آراء المشاركين في هذه التظاهرة لمواجهة الخطابات الداعية إلى التعصب ضد الانفتاح الثقافي والاجتماعي مقابل خطاب العقل والنضج، مبرزا أنه بتبني هذا الاختيار، فإن وسائل الإعلام في المنطقة المتوسطية في انسجام تام أخلاقيا وإيديولوجيا مع المتطلبات التي تفرضها مسؤولية الإخبار. وأشار أزولاي إلى أنه «بالتصدي بنفس الإرادة والعزيمة لكراهية الإسلام ولكل أنواع الإقصاء والعنصرية، يمكن توفير الفرص الحقيقية لفضاء أورومتوسطي متصالح مع قيمه العميقة التي تأسس عليها». ولاحظ أزولاي أن توصيات مؤتمر مراكش ستتم مناقشتها ما بين 4 و7 مارس (آذار) المقبل في مدينة برشلونة، وذلك في إطار المنتدى الذي ستنظمه مؤسسة «أنا ليند»، الذي يهدف إلى إسماع صوت المجتمعات المدنية الممثلة ل43 دولة في «الاتحاد من أجل المتوسط».