أكد منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي المنظم بمدينة أليكانطي الاسبانية، أمس الأحد، على ضرورة بناء شراكة مفتوحة على جميع بلدان المنطقة تعتمد على نفس المبادئ الأساسية التي قادت عملية إنشاء مسيرة برشلونة. وأبرز البيان الختامي لهذا المنتدى الذي نظم ما بين 14 و16 ماي الجاري بقصر المؤتمرات في أليكانطي (شرق إسبانيا) بمشاركة حوالي 350 من الفاعلين بالمجتمع المدني في البلدان الأعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط من بينها المغرب، أنه لا يمكن لهذه الشراكة الارتكاز فقط على مشاريع التطوير الاقتصادي، مهما كانت مهمة ومجددة. وشدد على أن على هذه الشراكة الاعتماد على نفس المبادئ الأساسية التي قادت عملية إنشاء مسيرة برشلونة المتمثلة في الإرادة لتقاسم مصير مشترك، واحترام تعددية المجتمعات وعدم المساس بالقيم والحريات والمبادئ المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهود الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأشار المشاركون في هذا المنتدى، الذي نظم بمبادرة من المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية ، الذي يرأسه المغربي عبد المقصود راشدي ، إلى أنه ينبغي أن يحظى تدخل المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية باعتراف رسمي لدى مختلف الهيئات الرسمية. وجاء في هذا البيان، أن حرية تنظيم الجمعيات وحرية التعبير ضرورية لرفع صوت المجتمعات المدنية الأورومتوسطية، وهي تشكل جزء من الشروط الأساسية لتقاسم قيم مشتركة بين جميع الدول الأعضاء في الشراكة مضيفا أنه لا يمكن للشراكة الأورومتوسطية أن تتيح للشعوب لعب الدور الرئيسي في بناء مستقبلها من دون الاعتراف بالمجتمعات المدنية المستقلة. وشدد المشاركون في هذا الملتقى مرة أخرى على الضرورة الملحة لمنع جميع أشكال التمييز على أساس الجنس أو الأصل أو العرق أو المعتقدات الدينية أو الميول الجنسية. وعبروا في هذا الصدد عن قلقهم إزاء تصاعد التمييز ضد مجموعات سكانية بأكملها في ضفتي المتوسط، مؤكدين أنه تقع على السلطات العامة مسؤولية التفكير في إدارة التنوع المتنامي للمجتمعات الأوروبية وغير الأوروبية على نحو ديمقراطي، بما يضمن التعامل بمساواة حقيقية بين الأشخاص. وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط أكد المشاركون، أن احتلال الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية، والعدوان على غزة، ومواصلة الاستيطان، خاصة في القدسالشرقية، والمصير المفروض على الشعب الفلسطيني، تشكل خرقا للقانون الدولي وعقبة كبرى لتطوير الشراكة الأورومتوسطية ولتنمية المنطقة بأكملها. وفي هذا الصدد، أبرزوا أن على الاتحاد الأوروبي وجميع الدول الأعضاء في الشراكة والمجتمع الدولي العمل بعزم على احترام قرارات الأممالمتحدة، بما فيها القرار بشأن حق عودة اللاجئين، وفرض تطبيقها عند الضرورة. من جهة أخرى أشار المشاركون في المنتدى المدني إلى أن احترام سيادة الشعوب تتطلب أن يتم التعامل مع جميع الدول على قدم المساواة، مؤكدين أنه لا يمكن أن تبنى تنمية مجتمعات الدول الأعضاء في الشراكة الأورومتوسطية على علاقات مختلة التوازن بين دول غنية ودول فقيرة. وطالبوا الاتحاد من أجل المتوسط وحكومات الشراكة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي بضمان الموارد المالية والدعم السياسي الكفيلين باستمرار عمل المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية بشكل مستقل. كما دعا البيان الختامي للمنتدى إلى دمج انشغالات الشباب في جميع سياسات الدول ومؤسسات الشراكة وخلق فضاءات للمشاركة الفاعلة للشباب في البرامج المشتركة للشباب من ضفتي المتوسط بالاضافة إلى احترام حقوق المهاجرين المدنية والاجتماعية والسياسة. وقد انعقد منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي، المنظم في إطار الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي، بتعاون مع بيت المتوسط "كاسا ميديطيرانيا" تحت شعار "المساواة ، مسألة مشتركة بين جميع المجتمعات المدنية الأورومتوسطية". وستقدم توصيات ومقترحات المجتمع المدني بحوض البحر الأبيض المتوسط إلى قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد من أجل المتوسط ، المقررعقدها في يونيو المقبل في برشلونة، التي تحتضن مقر الامانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط وذلك من أجل أخذها بعين الاعتبار وتجسيدها في البيان النهائي للقمة وفي البرامج التي ستتيح لمكونات العمل الجمعوي الشراكة مع المؤسسات الأورومتوسطية . وقد تمحورت أشغال منتدى المجتمع المدني الأورومتوسطي حول مواضيع المساواة بين الشمال والجنوب في مجال توزيع الثروات والحقوق والسلام والاستقرار والتنمية، وذلك في خضم التطورات التي تشهدها الساحة المتوسطية منذ مسلسل برشلونة مرورا بإحداث الاتحاد من أجل المتوسط والمصادقة على معاهدة لشبونة. ويهدف المنبر الأورومتوسطي للمنظمات غير الحكومية الذي تأسس سنة 2005 في اللوكسمبورغ ، ويوجد مقره في فرنسا، إلى لم شمل وتعزيز الفاعلين الجمعويين المنحدرين من البلدان الشريكة في مسلسل برشلونة، في مجموعهم وتنوعهم على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والنهوض بدورهم في الرهانات الإقليمية.