قال لحسن حداد، وزير السياحة المغربي، ان هناك عدة خصائص، تجعل من المغرب، إحدى الوجهات السياحية المفضلة، لدى الكثيرين من الأجانب، ومنها روافده الطبيعية، ورصيده الحضاري، وغناه الثقافي. وأضاف حداد٬ لدى مشاركته،ليلة أمس، في برنامج " قضايا وآراء" على شاشة القناة " الأولى"٬ في حلقة حول موضوع " السياحة المغربية وإكراهات الأزمة الاقتصادية "٬ أن المغرب يزخر بثروات طبيعية، ذات جاذبية بالنسبة للسياح . وأشار إلى أن تحقيق " رؤية 2020" لاستقطاب 20 مليون سائح، يقتضي تنويع العرض الثقافي ضمن المنتوج السياحي، مع توفير الجودة في الخدمات، وتعزيزالبنيات، والرفع من مستوى التكوين، ودعم الطاقة الإيوائية،معلنا أن هناك الآن توجها نحو خلق " وجهات سياحية جديدة مندمجة ،بكل المواصفات"، إضافة إلى الوجهة التقليدية مراكش واكادير. وردا على انتقادات الضيوف المشاركين في البرنامج، بخصوص الوضع العام للقطاع السياحي،في السياسة الحكومية،أوضح أن ميزانية وزارته هي أول ميزانية تمت مناقشتها ضمن مشروع القانون المالي في البرلمان، نظرا للأهمية التي يشكلها القطاع السياحي ٬ الذي يعتبر، حسب الوزير، "أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، فهو "أول مستورد للعملة الصعبة للمغرب، وثاني أكبر مشغل لليد العاملة بالمغرب، " مستشهدا في هذا الصدد ببعض الأرقام. وجوابا عن سؤال لمقدم البرنامج، بخصوص توقعات الوزير لعدد السياح لهذا العام، أشار حداد إلى أن الرقم يقدر بحوالي 7ر9 مليون سائح، بينما يطمح البلد إلى استقطاب المزيد، ليصبح ضمن الوجهات السياحية العشرين الأولى في العالم، مستفيدا من الاستقرار السياسي الذي ينعم به. وتطرق بعض المتدخلين إلى بعض التصريحات والخرجات الإعلامية،لبعض الأصوات، التي تربط القطاع ب" السياحة الجنسية"، فانبرى الوزير قائلا:" إن مقولة السياحة غير أخلاقية" لامعنى لها،مؤكدا حرصه على وقوفه ضد مثل هذه الآراء، التي تسيء إلى السياحة، معترفا في نفس الوقت "أن التجاوزات قد تكون موجودة، ولكنها لاتمثل سوى نسبة واحد في المائة"، على حد تعبيره. ولعل أكثر الانتقادات التي وجهت إلى سياسة السياحة في المغرب، هو ماأبداه عدنان بنعبد الله، من حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية)، حيث عبر عن اعتقاده، بأن " السياسة المتبعة هي نفسها، رغم تغيير الوجوه"، مشيرا بصفة ضمنية إلى فشلها. وقال بنعبد الله، إن "التغيير يجب ان يكون هيكليا ومؤسساتيا"، ومبنيا على الأسس، ويروم الحفاظ على جمالية مآثر المغرب الحضارية والأثرية،ذاكرا في هذا الصدد إنه أصيب بالخجل الشديد، حينما دعا بعض ضيوفه لزيارة قبور السعديين في مراكش، نظرا لحالتها المتردية. وأضاف بنعبد الله بنبرة استنكارية، أن "السياح إذا دخلوا المراحيض، فمن المؤكد أنهم سوف يهربون"، على حد تعبيره، داعيا إلى اتخاذ " قرار جريء،يجمع السياحة والثقافة والنقل" في وزارة واحدة. وتطرق علي غنام، رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، إلى قضية من الأهمية بمكان، وهي أن خريجي التكوين الفندقي والسياحي يتجاوز 17 ألف شاب وشابة كل سنة، ولكن البعض منهم يتجه للعمل في قطاعات أخرى،أو يهاجر إلى الخارج،نظرا " لغياب المحفزات" المهنية، الأمر الذي ينبغي تداركه لمواجهة النقص المسجل في هذا المجال. وكشف غنام أن هناك الآن تحركات واتصالات مع المركزيات النقابية لبلورة بعض الأفكار، قصد إنجاز اتفاقيات جماعية، تضمن للمهنيين نسبة من الاستقرار، مثل بقية العاملين في القطاعات المهيكلة والمنظمة. وأفصح خليل مجدي، رئيس الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب ٬عن رأيه بأن بعض أصحاب الفنادق لايتوفرون على الخبرة الكافية، واضعا أصبعه على الجرح، وهو أن القطاع السياحي غير مهيكل،" وهذه هي الآفة التي تنخره من الداخل". واستدل مجدي على ذلك ببعض الأمثلة، ومنها الإقامات غير المقننة،إضافة إلى إشكالية النقل الجوي، وغياب التنشيط الثقافي في العديد من الفضاءات السياحية، باستثناء مدينة مراكش، التي تستفيد من إشعاع ساحة جامع لفنا. واجمع المشاهدون، عبر استعمال الرسائل النصية،الموجهة إلى البرنامج، على أن السياحة في المغرب مازال ينقصها الكثير لترتقي إلى المستوى المنشود،وأبدوا بعض الملاحظات، التي تصب في الصميم، من وجهة نظرهم، وهي، مثلا،ارتباط ازمة السياحة بضعف الخدمات السياحية،وغياب الجودة في المنتوج، وغلاء أسعارالمبيت في الفنادق، وتهميش السياحة الداخلية، وتفشي ظاهرة المرشدين غير الشرعيين،وغيرها من الظواهر التي تخدش سمعة السياحة في المغرب. *تعليق الصورة: لحسن حداد، وزير السياحة المغربي.