أكد لحسن حداد وزير السياحة أن القطاع السياحي المغربي "يتوفر على مقومات سليمة جعلته لا يتأثر بشكل كبير بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية". وأوضح حداد الثلاثاء في لقاء مع التلفزيون المغربي أن القطاع السياحي، الذي يعد ثاني مصدر للعملة الاجنبية بالنسبة للمغرب، "أظهر مناعته وظل صامدا" أمام الركود الذي شهده القطاع على الصعيد العالمي. وأبرز في هذا الصدد الأهمية الكبيرة التي يكتسيها القطاع السياحي كقاطرة للنمو الاقتصادي بالمملكة، حيث استطاع العام2011 تحقيق إيرادات ناهزت 60 مليار درهم (حوالي 7 مليار دولار أميركي)، مشيرا إلى أن القطاع يعد أكبر مساهم في الناتج الداخلي الخام، وثاني أكبر قطاع مشغل لليد العاملة مقارنة بالقطاعات الأخرى. وأضاف حداد أن القطاع السياحي "استرجع عافيته كذلك بفضل الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب وبفضل التوجهات الاقتصادية للبلاد"، متوقعا في هذا الصدد، أن يصل عدد السياح الذين سيفدون على المغرب هذا العام إلى حوالي 9.7 مليون سائح. من ناحية أخرى، تطرق وزير السياحة المغربي إلى "رؤية 2020" التي اعتمدتها وزارته. وقال إن هذه الرؤية تعد استمرارا لدينامية "رؤية 2010"، موضحا أن هذه الاستراتيجية تتوخى الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الوجهات السياحية الأولى في العالم. وتابع الوزير أن هذه الرؤية تضع التنمية المستدامة وصيانة الثروة البيئية وحمايتها في صلب أولوياتها، وذلك من خلال استثمار كل المؤهلات المغربية، من ثروات طبيعية وثقافية، مع مراعاة تفادي التأثيرات السلبية على الإنسان المغربي، وتحقيق النمو السوسيو - اقتصادي لكل جهات المملكة. وأكد حداد توفر الوزارة على "خطة محكمة ومندمجة" للوصول إلى هذه الاهداف المنشودة، في إطار سياحة منسجمة مع محيطها، ومضاعفة عدد السياح في أفق 2020، وكذا الرفع من الطاقة الإيوائية إلى أكثر من 200 ألف سرير، بالإضافة إلى تحقيق ثلاثة أضعاف عدد السياحة الداخلية حاليا. ودعا الوزير المغربي إلى التركيز على عامل التكوين لتنمية الموارد البشرية المؤهلة، لتعزيز تنافسية القطاع السياحي وضمان منتوج سياحي ذي جودة عالية. كما شدد على ضرورة تنويع العرض الثقافي المغربي بإدراج ثلاث وجهات ثقافية مندمجة، وهي وجهة مكناس - فاس ومحيطيهما، نظرا للمكانة التاريخية للمدينتين، ووجهة طنجة وتطوان أصيلا وشفشاون والعرائش كوجهة بحرية، إضافة إلى وجهة المنطقة الممتدة من الرباط إلى الجديدة، مؤكد على زيادة الطاقة الإيوائية لهذه الوجهات. وأبرز حداد أهمية استغلال الثروات الطبيعية التي يزخر بها المغرب في إطار المجال السياحي، الذي يطلق عليه مجالات الأطلس والوديان والصحراء. وتطرق أيضا إلى مخطط الوزارة للنهوض بالسياحة الداخلية، مذكرا بالمحطات السياحية التي تم انجازها كمحطتي ايفران والمهدية، وكذا العشرات من المحطات التي ما تزال في طور الإنجاز، مشيرا إلى أن تنويع العرض الثقافي والسياحي يروم استقطاب 20 مليون سائح.