قال حمود ولد امحمد، رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، في كلمة افتتح بها ملتقى تنظمه السلطة تحت عنوان "الضبط والتنظيم: النطاق والرهانات"، إن الهدف من الملتقى هو مواجهة "فضاء جديد بالغ التقنية، حطمت فيه ثورة النقل والاتصالات كل الحواجز، وتحول فيه العالم بأسره إلى سوق واحدة، فضاء تطرح فيه القضايا على مستوى كوني". وأضاف ولد امحمد؛ في كلمته الافتتاحية، حسب موقع "صحراء ميديا": "إننا نجتمع هنا لأننا نمثل نمطا جديدا لاستيعاب المؤسسات وتخيل الديمقراطية، مؤكدا على الحاجة إلى "المزيد من الخبرة والكفاءة وروح العدل، وإلى المزيد من الناجعة والشفافية سبيلا إلى حل المشاكل الآنية المتعددة"، وفق تعبيره. وفي نفس السياق تحدث رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية عن "التنظيم" وذلك بوصفه "فكرة تؤسس خصوصيتنا وتربط فيما بيننا"، مشيرا إلى أن "هنالك تعريفات متعددة للتنظيم" من بينها أنه "يعني تخلي الدولة عن بعض من صلاحياتها لصالح هيئات مستقلة، كما يعني نشوء مؤسسات تتمتع بالسلطة، بالوسائل، بالإرادة وبالمصداقية الكافية لفرض سيادة المساواة"، على حد تعبيره. وأشار ولد امحمد إلى أن التجربة بينت في موريتانيا وخارجها أن "التنظيم يظل الوسيلة المثلى لمعالجة المعضلات الراهنة بكل شفافية وتجاوزها بفعالية"، مؤكدا أن "الشفافية، العدالة والمساواة يمكنها أن تناط، في عدد من المجالات، لا بمؤسسات تقليدية فحسب، وإنما بمؤسسات مستقلة". ويتواصل الملتقى الذي تنظمه السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية بالتعاون مع سلطات التنظيم وكافة الفاعلين المعنيين، على مدى يومين حيث يهدف إلى تحديد مفهوم الضبط بشكل عام؛ وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات في الدولة حول تقنيات وتطبيقات الضبط و خلق إطار تشاوري حول الموضوع. كما يهدف الملتقى الأول من نوعه منذ تحرير الفضاء السمعي البصري في موريتانيا إلى حوصلة للنقاط محل التوافق لتكون أساسا لوضع سياسة تنظيمية أكثر انسجاما مع خصوصياتنا الوطنية؛ وتحسيس السلطات العمومية والرأي العام الوطني حول أهمية الدور الذي ينبغي أن يلعبه التنظيم في المجتمع الديمقراطي التعددي. *تعليق الصورة: جانب من الندوة