تحت شعار «دور الصحافة في التنزيل السليم للدستور الجديد»: - التنزيل السليم للدستور الجديد بين المكتسبات والإكراهات - ورشات تكوينية في الأجناس الصحفية - اشكالات ضعف التواصل بين المؤسسات الإعلامية والقانونية - تكريم الأستاذ «حميد طالب» أحد رموز الذاكرة الصفريوية نظم نادي صفرو للصحافة تحت شعار «دور الصحافة في التنزيل السليم للدستور الجديد» الملتقى الوطني الثالث للصحافة الوطنية بالموصل السياحي سيدي اخيار أيام 6و7و8 من الشهر الجاري، وهو موعد دأب النادي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة على جعله مناسبة للتداول حول مجموعة من القضايا التي تهم القطاع السمعي البصري، وتبادل الأفكار والمقترحات حول المستجدات الوطنية في المجالات السياسية، الاقتصادية والإجتماعية، وخلال هذه الدورة تم تسليط الضوء من خلال مجموعة من الندوات واللقاءات الدراسية حول الاليات التي تكفل التنزيل السليم لمبادئ الدستور الجديد والسبل التي يمكن أن تساهم في الدفع بشكل ايجابي لانجاح مسلسل الاصلاح الذي انخرط المغرب فيه مؤخرا. تميزت أشغال اليوم الأول للملتقى بحفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة الندوات ببلدية صفرو، حضرته العديد من الفعاليات السياسية، النقابية، الجمعوية والاعلامية من مختلف المدن المغربية، وفي كلمته الافتتاحية رحب مدير الملتقى الأستاذ محمد ماهير بالحاضرين، وذكر بعض الأهداف التي يراهن عليها نادي صفرو للصحافة من خلال تنظيم هذه الدورة المتمثلة في المساهمة في تعزيز القدرات المهنية للصحفيين وتطوير أدائهم المهني من خلال التعرف على مجموعة من التقنيات والقوالب الفنية التي تضبط الممارسة الصحفية بالمعايير المهنية والأخلاقية المتعارف عليها، ثم تعميق النقاش وتدارس الآليات والوسائل التي يمكن أن تساهم في التنزيل السليم للدستور الجديد. من جهته هنأ عامل اقليمصفرو في كلمته المنظمين على موضوع الدورة الذي يكتسي بعد الآنية والراهنية، وأكد على دور الصحافة في بناء المجتمع وأهمية مساهمتها في انجاح الورش الاصلاحي الذي دشنه المغرب بمصادقته على الدستور الجديد الذي يراهن عليه لتدشين مرحلة الولوج الى الاصلاحات العميقة والرقي بالمنظومة المجتمعية لمواكبة تحديات الألفية الثالثة حيث أضاف أننا نحن الآن بصدد تعبئة وطنية شاملة هدفها إنجاح مرحلة تنزيله، مما يحتم على الجميع الانخراط الجاد في هذه العملية. ومن المكونات الأساسية في المجتمع، والتي يجب أن تلعب دورا أساسيا - الصحافة -. لهذا، فالنقاش الذي يقترحه نادي الصحافة بالإقليم، له أهمية قصوى حيث سيساهم في تبادل الآراء حول هذا الموضوع بدءا من تنزيل الدستور في مجال الصحافة وخاصة فيما يهم القانون الخاص بالحق في المعلومة، وقانون حرية الصحافة وقانون الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وتحديث الممارسة الصحافية باستعمال التكنولوجيا الحديثة، وإصلاح عميق في توضيح الاختصاصات وضبطها في إطار الحكامة الجيدة عبر منهجية تشاركية مع مختلف الفاعلين والحرص على ضرورة انخراطهم في استكمال تكوين المؤسسات وتنزيل الدستور مع استحضار انتظارات المواطنين مع ضرورة الانخراط في تحديث المجتمع المغربي بمفاهيم حداثية وفق مقتضيات الدستور الجديد وهذا يستدعي تظافر الجهود بين جميع الفاعلين والمجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام والهيئات النقابية مع ضرورة وإشراك المواطنين. ممثل رئيس المجلس البلدي أشار الى أن المجلس في طور اعداد استراتجية للإعلام والتواصل بين الجماعة ومحيطها الخارجي وفق مقاربة تشاركية منفتحة على العديد من المتدخلين لإنجاح العديد من المشاريع بالمنطقة، وقال رئيس المجلس الاقليمي في كلمته أن موضوع «دور الصحافة في التنزيل السليم للدستور الجديد» يكتسي أهمية بالغة ويتزامن مع مجموعة من المتغيرات المجتمعية والسياسية التي مازال يعيش على ايقاعها المغرب،وأكد على ضرورة مواكبة الصحفيين المحليين للأنشطة الحرفية والمهنية التي ينظمها مجلس بلدية صفرو. التنزيل السليم للدستور الجديد بين المكتسبات والإكراهات تطرقت أولى جلسات الملتقى الوطني للصحافة بصفرو في نسخته الثالثة بالموصل السياحي سيدي اخيار الى موضوع «دور الصحافة في التنزيل السليم للدستور الجديد» من تأطير الأستاذ «بوشعيب اوعبي» عضو المجلس الأعلى للإتصال السمعي البصري، ترأس أشغال الندوة الزميل الصحفي «محمد بوهلال»، وفي مستهل عرضه أشار الأستاذ»بوشعيب اوعبي» أن السلطة الرابعة أصبح لها على ضوء التقدم التكنولوجي وتطور وسائل التواصل الإجتماعي تأثير قوي على باقي القطاعات والسلط الأخرى مما يجعل دورها محوريا في المسلسل الاصلاحي، مؤكدا في ذات السياق أن المخططات الاستراتجية الحالية العمومية والخاصة تعول بشكل كبير على سلطة الاعلام لتنزيل برامجها، مضيفا أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال تأهيل القطاع السمعي البصري كالقانون رقم03/77 وإحداث الهيئة العليا للسمعي البصري، وذكر أن الاعلام كمرفق عمومي يجب أن تتوفر فيه ثلاثة خصائص أساسية:- المساواة - الاستمرارية في الأداء - القابلية للتجدد والتطور، وحدد وظائف القطاع السمعي البصري في : الإخبار- التثقيف - التربية - الترفيه. أوضح الأستاذ بوشعيب أوعبي أن الاعلام يجب أن يركز على خدمة استراتجية الدولة والأسس التي تقوم عليها في اطار مجموعة من المبادئ كحرية التعبير والتعدد الفكري ودعى الى ضرورة التمييز بين خدمة استراتجية الدولة وبين مثيلاتها من الإستراتجيات الأخرى التابعة للحكومة، وأكد على ضرورة احترام مجموعة من البنود التي نص عليها الدستور الجديد كالمواد 10 و11 و25 و27 و28.. التي تكفل حقوق المشتغلين في مهنة المتاعب وتضمن الحق في الولوج الى المعلومة وحرية الرأي والتعبير، وفي الختام خلص الأستاذ المحاضر الى أن تنزيل الدستور الجديد ليس بالأمرالسهل لمجموعة من الصعوبات التي تتداخل فيها العديد من الإكراهات المالية والبشرية. أثار عرض الاستاذ بوشعيب أوعبي وما ورد بين ثناياه من أفكار وطروحات أراء العديد من الزملاء الصحفيين الذين لامسو العديد من الجوانب القانونية والمهنية المرتبطة بمهنة المتاعب وكذلك الاكراهات والمعيقات التي تؤثر بشكل سلبي على الأداء المهني للصحفيين وتباينت مواقف وأراء الحاضرين بين متفائل ومتشائم حول مستقبل قطاع الإعلام بالمغرب على ضوء المستجدات الحالية والإصلاحات التي تعتزم الحكومة الجديدة احداثها. ورشات تكوينية في الأجناس الصحفية تخللت اشغال اليوم الثاني للملتقى الوطني الثالث للصحافة بصفرو ورشات تكوينية في مختلف الأجناس الصحفية ركز المنظمون من خلالها على تأهيل المشتغلين بقطاع السمعي البصري وتطوير كفاءاتهم المهنية عن طريق تمكينهم من مجموعة من التقنيات والأليات التي تضبط الممارسة الصحفية وفق العديد من المعايير والأخلاقيات المهنية من منطلق أن التنزيل السليم للدستور الجديد يقتضي بالضرورة تكوينا محكما وممنهجا للمشتغلين في القطاع الصحفي، وتوزعت هذه الورشات بين ورشة تكوينية في تقنيات كتابة الخبر والحوار الصحفي ترأسها الأستاذ محمد رامي وورشة تكوينية في فن التحقيق الصحفي أشرف عليها الأستاذ عبد العزيز كوكاس ثم ورشة تكوينية ثالثة في تقنيات تحرير الربورتاج أشرف عليها هشام الصميعي، تركت هذه الورشات انطباعا ايجابيا لدى العديد من الصحفيين الذين استحسنوا أشغالها ووقفوا على مجموعة من المبادئ الأولية التي أزالت العديد من الالتباسات التي كانت لديهم حول مجموعة من الأجناس الصحفية. اشكالات ضعف التواصل بين المؤسسات الإعلامية والقانونية أشغال اليوم الثاني من الملتقى تضمن عرضا حول موضوع «الدستور المغربي والبعد الإعلامي» للباحثة في مجال الإعلام الأستاذة بشرى البهيجي من تنشيط الأستاذ محمد رامي حيث وقفت الأستاذة في بداية عرضها على بعض الإشتقاقات المفاهيمية للموضوع وعرجت على تداخل العديد من زوايا المعالجة، لتقف على مجموعة من الاسنتاجات والخلاصات الأولية المرتبطة بواقع الفعل الاعلامي بالمغرب، والمستجدات التي أضحى يعيش على ايقاعها مع الدستور الجديد، مشيرة في ذات السياق الى ضرورة تفعيل المقتضيات التي جاء بها وتنزيلها على أرض الواقع وعدم الاحتفاظ بها كمسودات مجردة من معانيها الحقيقية التي جاءت من أجل تطوير المجتمع وتحديثه، كما وقفت في سياق عرضها على ضعف المجال التواصلي في مجموعة من القطاعات لاسيما في المجالين الاعلامي والقانوني، وشددت على مبدأ التخصص للرقي وتأهيل القطاعين وحتمية إحداث استراتجيات قريبة ومتوسطة المدى لمحو أثار ضعف التواصل بين الإعلاميين والمشتغلين في المجال القانوني. تطرقت مداخلات الزملاء الصحفيين الذين يمثلون العديد من المنابر الإعلامية الوطنية الى مجموعة من الأسباب المرتبطة بضعف التواصل بين المؤسسات الإعلامية والقانونية الذي أشارت اليه الأستاذة العارضة، وتمت مقاربة العديد من المعيقات والمشاكل البنيوية والمؤسساتية التي تطبع المجال الإعلامي وتحول دون تطوره وأدائه للمهام المنوطة به. تكريم الأستاذ «حميد طالب» أحد رموز الذاكرة الصفريوية مساء نفس اليوم وفي حفل ترأسه عامل الإقليم تم تكريم الأستاذ «حميد طالب» الذي يعتبر واحدا من بين الشخصيات التي ساهمت في اغناء التراث الجماعي لمدينة صفرو حيث وقف على الذاكرة الصفريوية وتحدث عن تاريخ الإقليم ومجموعة من المحطات المرتبطة به كما ناشد المسؤولين إلى الإهتمام بماتزخر به المنطقة من ثروات ومناظر سياحية للنهوض به. خلال جلسة التكريم التي كانت مفتوحة وحميمية والتي أطرها كل من الأستاذين محمد عبروق ومصطفى الدويب ألقى الأستاذ طالب قصيدة شعرية بالمناسبة استحسنها الجميع. سهرة اليوم الثاني من الملتقى تضمنت حفلا موسيقيا وإلقاء مجموعة قصائد زجلية وتم توزيع شواهد المشاركة على الفعاليات الصحفية التي حضرت أشغال الملتقى. في اليوم الثالث من أشغال الدورة نظمت زيارة ميدانية لمدينة صفرو تم الوقوف من خلالها على مجموعة من المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تزخر بها المنطقة، التي تبقى رغم ما تتميز به من تنوع وغنى في حاجة الى المزيد من المشاريع الإستثمارية للنهوض بها وللإرتقاء بالمستوى المعيشي لساكنتها.