تلقت عديد الوكالات التابعة لشركات الطيران الأجنبية المتواجدة بالجزائر، على غرار شركة الخطوط الفرنسية، والإيطالية ''أليطاليا''، والإسبانية ''إيبيريا''، و''لوفتهانزا'' الألمانية تعليمات بمنع قبول حجوزات السوريين في الجزائر أو بيع التذاكر لهم إلى غاية إشعار آخر. بررت مكاتب هذه الشركات قرارها المطبق على الرحلات التي تنطلق من مطار الجزائر الدولي باتجاه سوريا أو تركيا، مرورا بالمطارات الأوروبية، بتعليمات من الشركات الأم، مخافة من تحول هؤلاء المسافرين السوريين إلى لاجئين مفروضين عليها. وعن هذه التعليمات، أكد ل''الخبر'' أحد المشرفين على المبيعات بشركة الخطوط الجوية الفرنسية، أنه قبل صدورها وقعت عديد المشاكل مع مسافرين سوريين متوجهين إلى تركيا أو سوريا انطلاقا من الجزائر عبر الدول الأوروبية المذكورة، وتم رفض مرورهم بمصالح المراقبة على مستوى مطار هواري بومدين بمجرد تقديم جوازات سفرهم السورية وهو ما تسبب في فوضى كبيرة. وتبعا لذلك اتخذت شركات الطيران الأجنبية العاملة بالجزائر قرارا بمنع نقل أي سوري عبر ترابها، خاصة بعد التأكد من نيتهم المكوث بالدول التي يريدون السفر عبرها. من جانبه، أكد موظف بشركة الخطوط الجوية الإسبانية ''إيبيريا'' أن العديد من السوريين أرادوا اقتناء تذاكر سفر للتوجه إلى تركيا مرورا بمدريد في إسبانيا، و''لما اقترحت عليهم تذاكر سفر من الجزائر العاصمة إلى دمشق مباشرة رفضوا مفضلين السفر عبر مطار مدريد''. من جهته، أكد ممثل ''وكالة الجهات الأربع للأسفار''، التابعة للنادي السياحي الجزائري، والتي تشرف على تسيير شركات الطيران الأجنبية المتواجدة بالجزائر أن ''أليطاليا'' هي أول شركة جوية أعلنت عن منع بيع التذاكر بسبب تواجد سوريين بروما قدموا من الجزائر عبر ''الترانزيت'' ورفضوا مغادرة إيطاليا طالبين حق اللجوء السياسي، لتقوم بمنع -بعدها مباشرة- عائلة سورية من السفر من مطار هواري بومدين إلى دمشق عبر روما، ''وبعدها عمدت كل شركات الطيران الأجنبية التي توفّر ''الترانزيت'' إلى منع السفر عبر ترابها للسوريين''. وأضاف محدثنا أنه في المقابل توفر الدول العربية الترانزيت لهؤلاء مثل خط الجزائر-دمشق عبر القاهرة أو عبر الدوحة بقطر. ويشار إلى أن الخطوط الجوية الجزائرية طبقت تخفيضات مغرية على الرحلات بين الجزائرودمشق وصلت إلى نسبة 50 في المائة، وهو ما شجع على الهجرة جماعيا نحو الجزائر لما لا يقل عن 12 ألف سوري خلال شهر جويلية الماضي، حسب وزارة الداخلية، وأكثر من 20 ألف حسب المعارضة السورية. وفي رده على ما اعتمدته شركات الطيران الأجنبية تجاه الرعايا السوريين ومنعهم من السفر عبر التراب الأوروبي، أوضح السيد أبو الضاد سالم السالم عضو تنسيقية الجالية السورية بالجزائر أن الأمر لا يعد إلا مبالغة من قبل شركات الطيران الأوروبية، مضيفا ''لا أعتقد بأن السوري بالجزائر يعمد للسفر إلى بلده عبر الترانزيت لبلد أوروبي في حين يتوفر له خط مباشر من الجزائر''، ليشير إلى أن لجوء البعض إلى ذلك كان بسبب عدم وجود أماكن شاغرة بالخط المباشر بين الجزائر العاصمة ودمشق، وأن وضع السوريين بالجزائر مريح وليس في صالحهم السفر إلى أوروبا ومجابهة العيش هناك بتوفير الأورو، وهو ما ليس في وسعهم. وضعية 09 بالمائة من السوريين بالجزائر لم تسو إداريا من جهة أخرى طالب السيد أبو الضاد سالم السالم السلطات الجزائرية بتسوية الوضعية الإدارية للسوريين المتواجدين بالجزائر، مشيرا إلى أنه من بين 12 ألف سوري تحصيهم الجزائر رسميا، تمكن 500 إلى 600 من بينهم فقط من تسوية مشكل الإقامة التي تتجدد كل 03 أشهر، ليضيف أن أكثر من 90 بالمائة من المجموع يبقى دون تسوية لمشكل إقامته، ويشير بالتالي إلى أولئك الذين ضبطوا بالمطار، وقد تجاوزوا فترة الإقامة الشرعية بوقت طويل، ليتم إحالتهم على المحاكم التي تفرض عليهم غرامات مالية معتبرة رغم وضعيتهم المادية المزرية. وأضاف أبو الضاد أنه في ظل عدم تسوية مشكل الإقامة لهؤلاء فلن يتمكنوا من ممارسة حياة عادية والتمتع بعمل يجنون من خلاله قوت يوميهم، كما لن يتمكّن أطفالهم من التمدرس رغم اقتراب موسم الدراسة، ليجدد بالتالي نداءه للسلطات الجزائرية مطالبا إياها بالتدخل الفوري لتسوية وضع هؤلاء في انتظار أن تعرف بلادهم استقرارا، ويتمكنوا بالتالي من العودة للعيش بديارهم.. *تعليق الصورة: شركات الطيران الأوروبية ترفض نقل السوريين من الجزائر