قال مدير تحرير إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية السيد عمر الذهبي إن "المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس تناقض مع نفسه حين اعتمد موقفا منحازا يخالف مهمته". وأوضح الذهبي في مقال نشرته اليوم الجمعة صحيفة "لوسوار إيكو" أن المغرب "رفض مبعوثا يؤاخذ عليه تحيزه. وهو حق تضمنه في ظروف مماثلة جميع النظم القانونية بالعالم الديمقراطي". وأشار كاتب المقال في هذا الإطار إلى أن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أسندت إليه مهمة السهر على التقريب بين الأطراف بغية إيجاد حل سياسي ومستدام ويحظى بقبول الجميع٬ مؤكدا أن روس حاد عن مهمته في هذا الجانب حيث فضل حلا على حساب حل آخر"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأضاف أن روس "كانت لديه خارطة طريق مسطرة بوضوح من خلال مختلف القرارات في هذا المجال حول المفهوم المتواتر للمفاوضات وبالتالي كانت مهمته تتمثل في توجيه النقاش نحو حل "متفاوض بشأنه يحظى بقبول" الأطراف. وذكر الذهبي بأنه أمام مواقف متعارضة للأطراف٬ فإن المغرب كانت لديه خلال سنة 2007 الشجاعة السياسية والدبلوماسية والحكمة لاقتراح حل وسط يتمثل في الحكم الذاتي الموسع في الوقت الذي لم يخط فيه البوليساريو٬ الذي يصر على نفس الموقف منذ حوالي 37 سنة٬ خطوة واحدة لتمكين الوساطة الأممية من التقدم". وأكد الذهبي أن "سحب الثقة من روس لا يعني معارضة المغرب للأمم المتحدة"٬ مشيرا إلى أن الحكومة المغربية شددت٬ في البلاغ الذي أصدرته٬ على تمسكها بهذا المسلسل كحل وحيد لقضية الصحراء، مضيفا بأن المغرب يريد "من خلال قراره٬ إرجاع مسلسل مانهاست إلى الطريق الصحيح وتفادي انحرافه وبالتالي تقويضه"٬ مشيرا إلى أن إدارة البوليساريو ٬بالجهة الأخرى٬ التي لا تعبر عن إرادة الساكنة الصحراوية٬ والتي تزعم أنها "ممثلتها الوحيدة" تفرض حصارا على مخيمات تندوف التي لا تتمتع فيها الساكنة لا بحق التعبير عن آرائها ولا بحرية التنقل. وتساءل الذهبي٬ " هل انتفض السيد روس ضد رفض إدارة البوليساريو السماح للمفوضية العليا للاجئين إحصاء الساكنة بمخيمات تندوف"٬ مؤكدا من جهة أخرى أن "المغرب اليوم منفتح٬ وديمقراطي٬ وقادر على استيعاب كل الخصوصيات الهوياتية لساكنته". وأضاف أن المغرب"يتمتع خارج حدوده٬ بسمعة يعلمها الجميع٬ ويعد مكانا للاستقرار والرفاهية." مؤكدا أن قيام الاتحاد المغاربي يعد ضرورة لتحصين الساكنة المغاربية من الوقوع في مأزق عدم استقرار. بالنسبة لكاتب المقال٬ "كل شيء تغير في المغرب٬ في حين لم يحدث أي تغيير لدى الطرف الآخر ٬ فكل شيء جامد . لا الخطابات ولا الأشخاص"٬ قبل أن يتساءل "هل يمكننا إذا ٬ في هذا السياق٬ أن نقبل بأن يعود ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بمسار المسلسل الأممي الى الوراء"؟ وأبرز الذهبي أن" الضجيج الذي أحدثه (البوليساريو) ومدعمو خطابه٬ لا يغير من الحقيقة الناصعة٬ أن المغرب برهن على انفتاحه على المسار الأممي فيما يعاني الطرف الآخر من تصلب سياسي٬ولهذا يتيعن البحث عن أسباب العرقلة بالجهة الأخرى ". *تعليق الصورة: كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء. أرشيف