أشاد حزبا التجمع الوطني للأحرار، والشورى والاستقلال بالموقف الصارم للمملكة القاضي بسحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء٬ كريستوفر روس٬ واتهما هذا الأخير بالتحيز وتجاهل الأوضاع اللاإنسانية لمحتجزي مخيمات تندوف. وفي هذا السياق٬ أعرب حزب التجمع الوطني للأحرار عن تنديده بالموقف المتحيز للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء٬ كريستوفر روس٬ وتجاهله السافر والمكشوف للأوضاع اللاإنسانية لمحتجزي مخيمات تندوف. ودعا الحزب٬ في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أول أمس الخميس٬ الحكومة إلى اتخاذ إجراءات جريئة للوقوف وبقوة أمام مختلف "محاولات الخروج عن منطق الحياد٬ ومحاولات تكريس الوهم٬ والالتفاف عن المشاريع الجادة الكفيلة وحدها بحل هذا المشكل الذي عمر أزيد من 30 سنة". وأكد الحزب تجنده من أجل التصدي لكل المناورات٬ وتعبئته للعمل في إطار الدبلوماسية الحزبية للدفاع عن هذا الملف في مختلف المنتديات والمنظمات الدولية. من جهته٬ أكد حزب الشورى والاستقلال٬ في بلاغ توصلت الوكالة بنسخة منه٬ أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة٬ كريستوفر روس٬ ابتعد عن "الحياد والموضوعية"٬ مشيدا بالموقف الذي اتخذه المغرب، المتمثل في سحب الثقة منه بعد أن "تحول إلى طرف معني عوض الاكتفاء بدور الوساطة الموكولة إليه٬ وهو أمر من شأنه عرقلة أي حل عادل ودائم لهذا الملف المفتعل". كما أعرب الحزب عن إدانته للسلوك "العشوائي غير المحسوب النتائج، الذي دأب عليه كريستوفر روس في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية٬ عكس السلوك المتوازن لمن سبقوه من المبعوثين الخاصين للأمين العام الأممي"٬ مشيدا بالحزم والصرامة، التي تميز بها الموقف المغربي الرسمي والشعبي في هذا الإطار. ودعا الحزب٬ أيضا٬ إلى التحلي بالمزيد من الحيطة والحذر "في مواجهة خصوم الوحدة والسيادة والوطنية٬ الظاهرون منهم والمتسترون وراء الأقنعة٬ والذين انتكست هوامش تناورهم بعد إطلاق مبادرة الحكم الذاتي٬ التي تعد الحل الأمثل الوحيد الذي لا بديل عنه٬ الهادف إلى إرساء قيم جديدة للأمن والسلام والتكامل في مجموع المنطقة المغاربية والمتوسطية". من جهة أخرى، أكدت الحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالصحراء٬ كريستوفر روس٬ أعاد مسلسل المفاوضات حول قضية الصحراء إلى "نقطة البداية وسحب الثقة منه خطوة إيجابية"٬ معتبرة أن المبعوث الأممي فقد مصداقيته وتجاوز الاختصاصات، التي حددها له مجلس الأمن في مهمة الوساطة. وأضافت الحركة٬ في بيان صدر عن مكتبها التنفيذي٬ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه٬ أن المبعوث الأممي٬ الذي قام بمهمة الوساطة، منذ 2009 في هذا النزاع المفتعل٬ "وقع في عدة منزلقات تثبت بالواضح تراجعه عن المحددات التفاوضية وانحيازه للطرف الآخر٬ وهو ما يجعل قرار سحب الثقة منه خطوة إيجابية". وسجلت الحركة أن المبعوث الأممي لم يمارس مهمته، طبقا لقرارات مجلس الأمن حول هذه القضية٬ بل نصب نفسه إلى جانب الطرف الآخر في هذا النزاع من أجل التشويش على مسلسل المفاوضات والحيلولة دون التوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع المفتعل. وأبرزت الحركة أنه في الوقت الذي أشاد المنتظم الدولي بارتياح بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي عرفها المغرب، وبما حققه من نماء بالأقاليم الجنوبية للمملكة وبالدور المهم للمجلس الجهوي لحقوق الإنسان بكل من جهة العيون- بوجدور- الساقية الحمراء وجهة واد الذهب- لكويرة٬ تغاضي المبعوث الأممي عن المعاناة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي يتعرض لها السكان الصحراويون بمخيمات تندوف. وطالبت الحركة٬ في هذا السياق٬ المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وضع لمعاناة السكان الصحراويين بمخيمات تندوف وفتح تحقيق في مآل المساعدات الدولية المخصصة لهم داعية إلى تعليق المفاوضات حول الصحراء، إلى حين إحصاء المحتجزين بتندوف والعمل على ضمان حقوقهم. من جهة أخرى٬ أشادت الحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية بالإصلاحات الرائدة، التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس في مختلف المجالات، خاصة مقترح الحكم الذاتي٬ مشيرة إلى أن هذا المقترح هو الحل الأنسب والناجع لهذا الملف المفتعل. يذكر أن المغرب قرر، يوم 17 ماي الجاري، سحب ثقته من كريستوفر روس، بعد أن لاحظ "تراجعه عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وتصرفه غير المتوازن والمنحاز في عدة حالات" وطالب ب"تصحيح" مسلسل تسوية قضية الصحراء بالرجوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بهدف اتخاذ القرارات الملائمة.