أكد أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، ورئيس مؤسسة آنا ليند وأحد مؤسسي تحالف الحضارات، أن "تقرير آنا ليند حول الاتجاهات التفاعلية بين الثقافات في حوض البحر الأبيض المتوسط،يشكل أداة فريدة لمواجهة الكراهية وصدام الثقافات". وأوضح أزولاي، الذي شارك في جلسة خاصة حول هذا التقرير نظمت، أمس الخميس بمدينة ريو دي جنيرو البرازيلية، بمناسبة افتتاح منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات، أن "المجتمع الدولي يتوفر للمرة الأولى على أداة علمية تسمح، ليس فقط بقياس علاقاتنا مع الآخر، بل أيضا بوضع خارطة طريق حول الأعمال الأولية التي يتعين القيام بها لتصويب الإتجاه الحالي الميال إلى المزيد من التمييز والكراهية والمواجهات الإيديولوجية". وستتضمن هذه الدراسة أول استطلاع للرأي حول الاتجاهات والقيم التفاعلية بين الثقافات أنجز على مستوى البلدان ال43 للاتحاد من أجل المتوسط الذي هو اتفاق سياسي بين أوروبا ودول البلقان والبلدان العربية المتوسطية وإسرائيل وتركيا. وفي الوقت الذي ينتظر فيه إطلاق "تقرير آنا ليند" رسميا في منتصف شهر شتنبر القادم،أثار نشره المسبق فضول العديد من أصحاب القرار السياسي،وقادة المجتمع المدني والباحثين الأكاديميين. ولقيت الدراسة،التي انجزها "مركز غالوب "، ترحيبا على الصعيد الدولي،وإشادة من لدن زعماء وخبراء العالم أجمع كنموذج يسمح بإسماع صوت الشعوب والجاليات المحلية فيما يخص التنمية والتعاون الإقليمي. واعتبرت داليا مجاهد،المديرة التنفيذية ل"مركز غالوب" المكلفة بالشؤون الإسلامية ومستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون العالم الإسلامي، أن "أحدا لم يسبر من قبل حالة استعداد ساكنة أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط لقبول مشروع مشترك وخلق مجموعة موحدة"، مضيفة أن "الحوار محتكر بشكل عام من قبل أقلية، وتقرير آنا ليند يروم إعطاء الكلمة للجميع بهدف ضم صوت الساكنة لهذا الحوار". ومن جهته،أبرز الدكتور طوماس أوتوب، الذي كان يتحدث باسم تحالف الحضارات للأمم المتحدة،أن "العديد من التقارير نشرت والقليل منها كان له تأثير على السياسات المتبعة إلا أن التقرير الحالي يختلف عن سابقيه". وأضاف أن هذه الدراسة تظهر "رغبة الساكنة في علاقات ثقافية إيجابية وملموسة"،معتبرا أن "تقرير آنا ليند من شأنه تقديم التوجهات والأفكار الملموسة لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ولكافة المعاهد التي تعمل من أجل الحوار". وشارك عدد من رجال السياسة ومسؤولون من عالم الأعمال وممثلون عن المجتمع المدني عبر العالم في منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات، وهو الحدث الذي يشكل, حسب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، المشارك في اللقاء،"فرصة فريدة لطرح آليات جديدة للتسامح والثقة والتبادل في جو ديناميكي وبناء". وإلى مشاركته في الجلسة الخاصة حول "تقرير آنا ليند"، شارك أزولاي في نقاش نظمته منظمة اليونيسكو حول التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات. وأبرز أزولاي خلال هذا النقاش الذي شاركت فيه المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، "حداثة" الخيار الذي اعتمده المغرب لكي ينفتح ويرسي ثقافة القبول بالغير، والذي عرف كيف يقاوم الإنطواء الهوياتي وغوايات الانقسام الديني بين ثقافاتنا وحضاراتنا". وأبرز ازولاي هذا التجذر الذي يميز المغرب وكذا القيم العميقة للانفتاح على الآخر , الذي يحكمه منطق الاحترام والتعارف المتبادل،وذلك خلال جلسة العمل المخصصة لموضوع الإسلاموفوبيا،والتي ضمت على الخصوص كل من السادة جورجي سامبايو، الممثل السامي لتحالف الحضارات، وأكمل الدين أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي, وميفلوت كافوسوغلو، رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، وإيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو. وتم افتتاح منتدى الأممالمتحدة الثالث لتحالف الحضارات بريو دي جنيرو اليوم الجمعة بمشاركة وفد مغربي تقوده كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون المغربي، لطيفة أخرباش.