وصف الكاتب والإعلامي المغربي محمد العربي المساري، كتاب "النقد الذاتي" لعلال الفاسي ،بأنه جوهرة العقد للفكر المغربي المعاصر، وذلك بمناسبة تقديمه مترجما إلى اللغة الإسبانية، على يد كنزة الغالي، اليوم بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط، عشية انعقاد مؤتمره الوطني السادس عشر. وأضاف المساري "أن اختيار الغالي اختيار موفق"، مستحضرا ملامح علال الفاسي ، كزعيم سياسي يقود الجماهير نحو تحقيق أهدافها، عن طريق خريطة وبوصلة الفكر. وأردف المساري أن الإسبانيين من جيل فرانكو لديهم"حاجز ذهني" ضد علال الفاسي، لأنه يعني ، بالنسبة لهم ، المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والصحراء، والدفاع عن الريف، رغم أن له رؤية كانت تصب في صالح الصداقة المغربية الإسبانية. وبالنسبة للمساري، فإن كتاب " النقد الذاتي"، ونظرا لمرجعيته الفكرية وحمولته الثقافية،لابد أن يقرأ في كل وقت،مشيرا إلى أنه لايفارقه أبدا، ولامناص لكل باحث ومهتم من الرجوع إليه، مثلما يلح على ذلك بعض المثقفين كعبد الله العروي وسعيد بنسعيد العلوي وغيرهما. والكتاب ، يضيف المساري، يتضمن رؤية علال الفاسي لشتى المجالات، في السياسة والاقتصاد والمجتمع والأسرة،ويتطرق فيه لتصوره لمغرب الاستقلال، وكيف يجب أن يكون، مغربا ديمقراطيا، بديلا للمغرب العتيق المتدهور، والمتخلف الذي سقط في الحماية سنة 1912. وأشاد المساري بالجهد الذي بذلته كنزة الغالي في ترجمة كتاب " النقد الذاتي" إلى اللغة الإسبانية،واعتبر هذه المبادرة بأنها "طريقة لتقليص سوء التفاهم" ، والغموض الذي يكتنف النظرة الإسبانية نحو الجار المغربي. وبدوره تحدث الحسين أبوزينب عن اهمية ترجمة كتاب " النقد الذاتي "،وذكر أنه وبصفته أستاذا سابقا للغة الإسبانية،كان كثيرا مايستعمل نصوصه وسط الطلبة " للتمرين على الترجمة،" اعتبارا لأهمية مضمونه. ولاحظ أبو زينب "أن عملية الترجمة في المغرب، تكاد تكون عملية استثنائية، بالمقارنة مع الأمم الأخرى، خاصة إلى لغة جيراننا الذين يعرفون عنا أشياء ناقصة». وأعرب أبوزينب عن اعتقاده بأن إقدام كنزه الغالي على ترجمة كتاب " النقد الذاتي " إلى الإسبانية، الذي يختزل فكر علال الفاسي، جاء ليسد فراغا في هذا المجال، لدى الإسبان الذين ترجموا الكثير من الأعمال الأدبية للطاهر بنجلون وعبد الله العروي، دون الالتفات إلى تراث الشخصيات الوطنية المغربية . وتحدثت كنزة الغالي عن ظروف ترجمتها للكتاب، حيث تطلب منها ذلك أربع سنوات من الانهماك فيه،مشيرة إلى بعض الصعوبات في البحث عن بعض المصطلحات. وقالت الغالي:"مرات كثيرة، كنت أصاب بالإحباط، في مواجهة جملة زاخرة بالزخم الفكري،وينتابني الرعب، وأضع الكتاب جانبا لمدة معينة، ثم استجمع قواي من جديد لإتمام المهمة، بتشجيع من المساري الذي رافقني طيلة أطوار هذه المغامرة». ونوهت خديجة زومي، المناضلة النقابية والاستقلالية المعروفة، التي تولت تقديم فقرات اللقاء، "بهذه المغامرة" التي أقدمت عليها كنزة الغالي،داعية" كل المغاربة إلى قراءة كتاب " النقد الذاتي" الذي لابد أن نفخر به، ويجب أن نخصص له قراءة جماعية». ووصفت الكتاب بأنه " مطبوع بالحداثة"، وفي نفس الوقت يعتبر يعتبر جزءا من التراث والهوية والمرجعية، ولذلك " لابد أن نرتبط به». *تعاليق الصورة: خديجة زومي والحسين أبو زينب ومحمد العربي المساري وكنزة الغالي، الدكتورة كنزة الغالي مترجمة الكتاب