كشفت جريدة " أ ب ث" الإسبانية في طبعتها الإلكترونية اليوم الخميس، أن مدريد رفضت تلقي مذكرة احتجاج شفوية من المغرب، أبلغت إلى السفير الإسباني في الرباط، لويس بلاناس، يوم الجمعة الماضي . وطبقا لما ذكرته الصحيفة، استنادا إلى مصادر وصفتها بالوثيقة، فإن مدريد احتجت من جانبها على نعت مدينة "سبتة" بالثغر المحتل، ذلك أن المذكرة المغربية تحدثت عن اعتقال مواطن إسباني، ضبط وهو يحاول الدخول سباحة إلى المدينةالمحتلة. وأضافت الصحيفة الإسبانية أن الرفض يعود إلى النعت الذي لا تقبل إسبانيا أن توصف به مدينتا سبتة ونظيرتها مليلية، وخاصة في وثائق دبلوماسية، مشيرة إلى أن السفير الإسباني في المغرب اتصل بمسؤول كبير في وزارة الخارجية المغربية للاحتجاج لكن الأخير اكتفى بالقول إنه أخذ علما بالاتصال. ولاحظت الصحيفة الإسبانية المحافظة، أن الحادث جرى في سياق المساعي الدبلوماسية التي يقوم بها المغرب من أجل إثارة ملف سبتة ومليلية. وذكرت الصحيفة أن هذا الحراك بدأ في شهر أبريل الماضي عندما علق المغرب ملصقا إعلانيا على جدران مكاتب المركز الحدودي "بني أنصار" الذي يفصل ترابه عن مليلية، تضمن تنبيهات إلى أرباب السيارات القادمة من مليلية صوب المغرب. وتم في ذلك الإعلان التنصيص بأحرف بارزة على مدينة مليلية مقرونة بالمحتلة، ما أثار في حينه احتجاجات واسعة من السلطات الاستعمارية الحاكمة في المدينة، التي اتهمت المغرب بالمس بالسيادة الإسبانية بل حاولت تلك الجهات أن تجر لصفها سياسيون محليون من أصول مغربية. تجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية إسبانيا، حاول يوم الثلاثاء الماضي في تصريحات صحافية، التخفيف من وقع الأزمة الدبلوماسية الصامتة القائمة بين مدريدوالرباط، مبرزا أن مواقف البلدين معروفة وأنها متعارضة بخصوص ملف سبتة ومليلية، لكنها لا تحول دون استمرارعلاقات طيبة بينهما. وأعادت "أب ث" إلى الأذهان أن مدريد لم تحتج على المغرب وفق القنوات الدبلوماسية،على إثر تصريحات رئيس وزرائه عباس الفاسي أمام البرلمان، حينما طالب الجارة الإسبانية بفتح حوار صادق بشأن وضع المدينتين وباقي الثغور المحتلة في شمال المغرب، إذ اكتفت مدريد، بما صرحت به نائبة رئيس الحكومة،ماريا تيريسا دي لافيغا، التي جزمت أن سيادة إسبانيا على المدينتين لن تكون موضوع نقاش على الإطلاق، وهو نفس الموقف الذي أكده فيما بعد بيان للخارجية الإسبانية.