أظهر خوان فيفاس، رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة المغربية المحتلة،ودا خالصا مفاجئا للمغرب والمغاربة، خالف في ظاهره على الأقل، المواقف التي أعلنها هو نفسه في الأيام القليلة الماضية. على أثر مطالبة عباس الفاسي، رئيس الوزراء المغربي، أمام البرلمان،يوم 17 من الشهر الجاري، من حكومة مدريد فتح حوار بخصوص وضعية سبتة ومليلية. وفي هذا السياق، أوردت وكالة "أوروبا برس" الإسبانية تصريحات أدلى بها فيفاس اليوم الاربعاء إلى الإذاعة الوطنية الرسمية، من بين ما جاء فيها أن السبتيين(سكان سبتة) يعرفون ويقدرون المغرب وتجمعهم به قرون من الصلات، قائمة على التعاطف والاحترام والتقدير، مضيفا أن تلك المشاعر المتبادلة لا تتعارض مع الدفاع عن حقيقة إن مدينة سبتة تحس بالانتماء إلى إسبانيا. ودافع فيفاس، وهو من الحزب الشعبي اليميني، ذي الأغلبية في البرلمان المحلي، عن استمرار علاقات طيبة مع المغرب، الذي وصفه بالجار المتحلي بفضائل كثيرة، بل اعتبره، من عدة أوجه بمثابة العائلة، بالنظر إلى الجذور المشتركة، مبرزا أن تلك العلاقات مفيدة لسبتة بحكم القرب،ولإسبانيا وحتى لأوروبا. وأضاف فيفاس باسطا فكرته إن العلاقات بين الطرفين متلائمة تماما ،من وجهة نظره، مع مبدأ عدم قبول أية شكوك بخصوص عنصر جوهري يتمثل في أن سبتة إسبانية ،مرجعا ذلك إلى ما وصفه "إكراهات قوية ذات ارتباط بالتاريخ وبالماضي المشترك"، و مؤكدا بما يشبه اليقين أن المدينة شكلت دائما امتدادا لشبه الجزيرة الأيبيرية في إفريقيا وأنها منصوص عليها في الدستور الإسباني، جازما أنها لم تكن في وقت من الأوقات تابعة للمغرب ،على حد زعم السياسي الإسباني. وأكد فيفاس أن إرادة سكان سبتة جميعهم تتمثل في أن تظل مدينتهم إسبانية الطابع، بصرف النظر عن الاعتبارات الإيديولوجية والدينية والأصول الإثنية. واعتبر الحدود المصطنعة التي تفصل المدينة عن التراب المغربي، حدودا مع أوروبا وليس مع بلاده فقط، فضلا عن كونها تشكل قاسما مشتركا بين الإسبان. وجوابا على سؤال بشأن النظرة التي يجب التعامل بها مع حدود المدينة، قال فيفاس إن الحدود تعني بالنسبة إليه المكان المخصص لمراقبة مرور البضائع والهجرة السرية، لكن في نفس الوقت يمكن النظر إلى المدنيتين باعتبارهما تنتميان إلى أفريقيا وأوروبا ما يجعل منهما أرضية لاستشراف مصالح على الجانب الأخر من الحدود. وتأتي تصريحات، فيفاس، "المغازلة " والتي تخفي عقلية استعمارية متعصبة، في أعقاب ما أعلنه وزير خارجية بلاده من كونه يتفهم مطالب المغرب التي ترفضها حكومة بلاده. ولا يوجد بصيص أمل في موقف إسبانيا، يمكن للمغرب أن يراهن عليه لإثارة جدية وهادئة ومسوؤلة لملف الأراضي التي تقتطعها جارته الشمالية من ترابه وسيادته الوطنية، ضدا على حقائق التاريخ والجغرافيا.