في تطور غريب، عادت الشابة المغربية «الرشيقة والجميلة» التي أطاحت بنائب رئيس حكومة سبتة إثر تسرب شريط جنسي، نهاية الأسبوع، إلى مدينة سبتة، بعد لجوئها إلى الإقامة مع أسرتها في منتجع غابونيغرو السياحي القريب من مرتيل. بكعب حذائي عالٍ وأناقة كبيرة، تعمدت الشابة، ذات الثلاثين سنة، الخروج والتبضع في متجر دولشي كابانا والتجول بالشارع الرئيسي لسبتة. كانت عيون معارفها ترميها بنظرات خلفية وباندهاش كبير من موقفها بعد اتخاذها قرار العودة إلى المدينة وتحدي الجميع. في لقاء صحافي معها يوم أول أمس، رفضت الشابة التعليق على تداعيات الفيديو الجنسي الذي تم تصويره في ظروف غامضة، كما أنها رفضت إلقاء الضوء على ظروفه وملابساته. «لا أود الحديث حول الموضوع حاليا. إنه ليس الوقت المناسب لذلك»، تقول الفتاة المغربية بخصوص ظهورها في وضع إباحي داخل مكتب بيدرة غورديو، نائب رئيس الحكومة ورئيس الحزب الشعبي المحافظ بسبتة، الذي أرغم على تقديم استقالته من جميع مهامه والاختفاء عن الأنظار رفقة زوجته واثنين من أبنائه. لا أحد يعرف مكان تواجد «دون بيدرو»، كما كان يطلق عليه، سوى بعض مقربيه الذين يرفضون بدورهم أن يدلوا على مكانه. في فجر يوم السبت الماضي، عرفت بعض أزقة حي برينسيبي احتفالات صاخبة. «لقد سقط غوردييو»، هكذا كان يهتف أغلب مغاربة سبتة بالحي المذكور وهم يحتفلون باستقالة «الراهب السابق» من منصبه جراء تسرب الشريط الإباحي مع شابة مغربية. «فرح ونشوة» مغاربة حي برينسيبي لم يأتيا من فراغ، فالرجل، حسب قولهم، كان يحاول، قدر الإمكان، إحكام سيطرته على الحقل الديني، مع دعمه الكامل لجماعة «الدعوة والتبليغ» المناوئة لإمارة المؤمنين وللمذهب المالكي. أغلب المحتفلين ليلة يوم السبت لم يخفوا شكوكهم في أن «المخابرات المغربية نجحت في إسقاط رجل سبتة القوي. لقد كانت مؤامرة ناجحة»، يقول أغلب المحتفلين بحي برينسيبي المعروف بساكنته المسلمة. من ناحيتها، تحاول الأوساط السياسية الرسمية إعادة الهدوء إلى نفسها بعد الضجة الكبرى التي خلفها الشريط وتداعياته على مستقبل ونزاهة الحزب الشعبي بسبتة ورئاسة حكومتها من طرف خوان فيفاس. وكانت الشابة المغربية التي أطاحت بنائب رئيس حكومة سبتة ورئيس فرع الحزب الشعبي اليميني الإسباني، البالغ من العمر 68 سنة، قد انتقلت، فور الكشف عنه، إلى منتجع غابونيغرو الساحلي القريب من مرتيل تفاديا لكشفها من طرف وسائل الإعلام قبل أن تقرر «العودة» ثلاثة أيام بعد ذلك. وقرر خوان فيفاس، رئيس حكومة سبتة، رفع دعوى قضائية ضد زوجين يعتقد أنهما من قاما بتصويره في بعض الأشرطة الجديدة التي بثت على موقعي اليوتوب والفايسبوك العالميين، فيما نفى الزوجان أي علاقة لهما بالأمر, موضحين أنهما لم ينويا أبدا إقحامه في هذا المسلسل من الفضائح الذي اندلع في المدينة. وكان صراع أشرطة الفيديو بسبتة قد انطلق مجددا بعد استقالة «دون بيدرو»، حيث تم الكشف عن أشرطة جديدة بطلها هذه المرة خوان فيفاس، رئيس حكومة مدينة سبتة البالغ من العمر 55 سنة. وكشفت ثلاثة تسجيلات فيديو مرئية أخرى عن لقاءات لرئيس الحكومة فيفاس داخل مكتبة تم وصفها ب«غير اللائقة». وأعطت أشرطة الفيديو انطباعا بأنها سجلت منذ أكثر من 3 سنوات، لأسباب مختلفة. ووصفت المصادر الإسبانية اللقاءات التي كشفت عنها الأشرطة بكونها «سلوكا يجب ألا يحدث داخل المكاتب الحكومية» والذي كان بطله خوان فيفاس (55 عاما) الذي يحكم سبتة منذ عام 2001، فيما تم التصويت عليه بعد استقالة خلفه رئيسا لفرع الحزب الشعبي الإسباني لنفس المدينة.