توجهت الشابة المغربية، التي أطاحت بنائب رئيس حكومة سبتة بيدرو غورديو، إلى مفوضية الأمن الكبرى بالمدينة يوم أمس لتقديم شكاية رسمية ضده، بتهمة التحرش الجنسي وإغرائه إياها في مناسبات متعددة مقابل الرضوخ لنزواته. كما صرحت -وفق ما أفادت به مصادر مقربة «المساء»- بمعلومات دقيقة حول نائب الرئيس وعلاقته بها. وأضافت مصادرنا أن الشابة، المنتمية بدورها إلى الحزب الشعبي الإسباني المعارض، أمضت أزيد من أربع ساعات داخل مفوضية الأمن بشارع كولون، حيث روت كل الأسرار التي تعرفها عن نائب رئيس حكومة سبتة، كما ذكرت، في معرض تصريحاتها أمام رجال الأمن، أن غورديو، البالغ من العمر 68 سنة، كان يتحرش بها، «الأمر الذي كانت قد بدأت تعاني منه كثيرا منذ شهر فبراير الماضي»، حسب قولها. تصريحات الشابة المغربية، التي يحاول الإسباني إحاطتها ببالغ السرية، تم توجيه محضرها يوم أمس إلى مكتب النيابة العامة بسبتة لاتخاذ الإجراءات القانونية في شأنها. وهي شكاية ستُضم إلى أخرى كان قد وضعها فرع الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم بسبتة إلى المدعي العام ومصلحة محاربة الفساد. وبصرف النظر عن الرواية الرسمية، فإن مصادر أخرى تحدثت ل«المساء»عن ضغوطات كبرى تمارس على نائب رئيس حكومة سبتة المستقيل من أجل قيامه بتنظيم ندوة صحفية وتقديم توضيحات في الأمر. وعلمت «المساء» من المصادر ذاتها بأن الشابة المغربية هي من قام بتسجيل الشريط الجنسي الإباحي داخل مكتب «دون بيدرو»، لكنها رفضت إلى حد الآن منح نسخة منه لرجال الأمن، كما أنها ذكرت في تصريحاتها أن غورديو عرض عليها شقة ومنصب شغل مقابل الرضوخ لنزواته، مضيفة أن وضعها وحالتها المادية صعبة نوعا ما. «إنني مستعدة للذهاب إلى آخر المطاف في هذه القضية وفي مصير شكايتي لإلقاء الضوء على ما حدث، فليس لدي ما أخفيه في هذه القضية»، تقول الشابة المغربية في تصريح صحافي لها. وتوجهت المغربية يوم أمس إلى مكتب المدعي العام كي يتم الاستماع مجددا إلى أقوالها المتضمنة في المحضر الأمني المنجز يوم أول أمس، وذلك قبل أن تقرر النيابة العامة البت في الشكاية ضد نائب رئيس حكومة سبتة. وكانت الشابة المغربية، التي أطاحت بنائب رئيس حكومة سبتة إثر تسرب شريط جنسي، عادت نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة سبتة، بعد لجوئها إلى الإقامة مع أسرتها في منتجع غابو نيغرو السياحي القريب من مرتيل. كما أنها خرجت للتبضع والتجول في شوارع سبتة الرئيسية متحدية أنظار وتعاليق الجميع. ورفضت الشابة، في لقاء صحافي سابق معها في صالون شقتها، التعليق على تداعيات الفيديو الجنسي الذي تم تصويره في ظروف غامضة، كما أنها رفضت تفسير ظروفه وملابساته. «لا أود الحديث في الموضوع حاليا. إنه ليس الوقت المناسب لذلك»، تقول الفتاة المغربية، بخصوص ظهورها في وضع إباحي داخل مكتب بيدرو غورديو، نائب رئيس الحكومة ورئيس الحزب الشعبي المحافظ بسبتة، الذي أرغم على تقديم استقالته من جميع مهامه والاختفاء عن الأنظار رفقة زوجته واثنين من أبنائه. ويعتقد مراقبون سياسيون إسبان أن ملف الشريط واستقالة نائب الرئيس سيعرفان تطورات أخرى مهمة، خصوصا بعد الشكاية الأخيرة التي قدمتها الشابة المغربية والتي تتهمه فيها بالتحرش الجنسي المتعدد في حقها، والعروض السخية التي قدمها إليها «دون بيدرو» مقابل الاستسلام لرغباته.