في إطار برنامجها الثقافي والفني السنوي، تنظم مؤسسة منتدى أصيلة من 18 إلى 22 أبريل الجاري، الدورة الربيعية لمشغل الكتابة الشعرية، بفضاء مكتبة الأمير بنذر بن سلطان بأصيلة، بتأطير من الناقد والباحث بنعيسى بوحمالة وإشراف الشاعرة إكرام عبدي. فإيمانا من المؤسسة أن خلق فضاء إبداعي للطفل، كفيل بتحصينه ضد كل أشكال الابتذال والتردي، وضد كل ما هو استهلاكي. واعتبارا للنتائج المشجعة التي أسفرت عن هاته البادرة التي نظمت سواء في العطل المدرسية أو في إطار مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، تصر مؤسسة منتدى على الاستمرار في إيقاظ وتحفيز عصافير الفرح والإبداع والصفاء الغافية في صدور أطفال مدينة أصيلة المتراوحة أعمارهم بين سن 12 و15 سنة، والذين أصروا هم أيضا على تنمية حسهم الجمالي وعلى تشرب المبادئ الأولية للكتابة الإبداعية، والتحرر من غلواء المستهلك واليومي والمعلوماتي، ليدلفوا إلى عالم الخيال، ويصنعوا حكايات بكل تلقائية وحرية. ويعمل ذ. بنعيسى من خلال هذه الورشة الربيعية إلى تحقيق غايتين اثنين: تربوية وإبداعية، تكوينية وعملية. فمن خلال تمهيد نظري مبسط ووظيفي سيتم وضع المستفيدين، الميالين بالسليقة إلى الشعر، والمحبين للشعر، في صورة هذا الفن التعبيري وما ينفرد به من لغة مخصوصة وأساليب تصويرية وترميزية تميزه عن الفنون الأخرى وإن كان يشترك معها في تكريس القيم الإنسانية النبيلة، من محبة وإخاء وخير وجمال وسلم وتسامح وتعايش...، مما يغني حياة الإنسان ويمنحها نوعا من الرقة والمعنى ويرتقي بها، بالتالي، نحو الأفضل والأكمل والأبهى. أما على المستوى العملي فسيجري الاشتغال على نماذج شعرية متنوعة عربية ومغربية وأخرى عالمية، أبو الطيب المتنبي، نازك الملائكة، أحمد شوقي، آمال عواد رضوان، علال الحجام، بول إيلوار، ألفونس دي لامارتي...، وبالموازاة مع ذلك، يقوم الأطفال بإنجاز قصائد شعرية سواء انطلاقا من موضوعات محددة لا تخلو من حافزية أو بحسب اختياراتهم الفردية بهدف إنماء حس الممارسة لديهم من جهة وتسوية هفواتهم الكتابية من جهة أخرى. هي خطوة رصتها المؤسسة بعناية وثبات في مدينة أصيلة، وستتلوها خطوات أخرى تشمل أطفال مدن مغربية مختلفة، إيمانا منها أن الخطوة في أي عمل تشكل لبنة بناء هرم من الإنجازات.