شرعت مجموعة من العمال بورشة بميناء مدينة أسفي٬ مؤخرا٬ في إعادة بناء القارب التقليدي "أغاربو"٬ الذي ستقدمه سلطات المدينة هدية لفرنسا في الدورة العشرين لملتقى البحر المزمع تنظيمه من 13 إلى 19 يوليوز القادم بمدينة بريست (شمال فرنسا). وأوضح رئيس الورشة المكلفة ببناء هذا القارب الذي توقف تصنيعه واستعماله منذ أزيد من 60 عاما٬ عبد اللطيف الخيطي في تصريح لوكالة الأنباء المغربية التي أوردت الخبر، أنه ستتم إعادة بناء هذا القارب بنفس المواصفات والمعايير التي كان يحملها في العصور السابقة٬ وهو ما من شأنه إبراز مهارة الصانع المغربي المختص في بناء القوارب التقليدية. من جهته أكد سعيد لقبي عضو اللجنة المحلية التي ستشارك في ملتقى بريست٬ والمكونة من ولاية جهة دكالة عبدة والمجلسين الحضري والجهوي والمجلس الإقليمي٬ أن سلطات مدينة آسفي ستقدم القارب التقليدي "أغاربو" كهدية رمزية للشعب الفرنسي يوم 14 يوليوز القادم بمناسبة ملتقى بريست 2012٬ الذي يتزامن مع العيد الوطني لفرنسا. ويبلغ طول هذا القارب الذي كان يستعمل لحمل السلع من البواخر الراسية في عرض البحر٬ قبل إنشاء ميناء آسفي٬ 8 أمتار وعرضه مترين فيما تفوق مساحته 22 متر مربع ويبلغ وزن الأخشاب المستعملة في صناعته٬ وهي من الخشب الأحمر٬ نحو طنين. وقال في تصريح مماثل، إن الهدف من مساهمة آسفي في هذا الملتقى يتمثل في إتاحة فرصة للبلدان الأجنبية المشاركة لاكتشاف التقاليد المغربية الغنية في المجال البحري٬ خاصة في منطقتي آسفي الأطلسية والحسيمة المتوسطية٬ وهما المدينتان المغربيتان اللتان ستشاركان في هذا الملتقى البحري العالمي. وسيتم بنفس المناسبة إنزال القارب التقليدي "ألفالاغو"٬ الذي يمثل القوارب التقليدية بسواحل مدينة الحسيمة٬ التي كانت شواطئها تعتبر محطة أساسية في الملاحة البحرية على البحر الأبيض المتوسط منذ القدم. كما سيتم٬ حسب لقبي استعراض عدد من المظاهر التقليدية بقرى الصيد البحري بالمغرب والتعريف بالمظاهر الاحتفالية من أنماط موسيقية أندلسية وموسيقى الملحون وكناوة والأغاني التقليدية للبحارة وغيرها من الأشكال الفنية بما في ذلك فنون الطبخ المغربي بالمدن الشاطئية٬ خاصة الكسكس بالسمك وطاجين السمك الآسفي. وأضاف أن الوفد المحلي المشارك سيقدم في هذه التظاهرة الدولية عروضا ثقافية حول المنطقة منها على الخصوص عرض حول الأضرحة المرابطة بجهة دكالة عبدة واستعراض رحلة "راع 2" البحرية٬ التي قادها العالم النرويجي "ثهور هايدردهال" التي انطلقت في سنة 1970 من الشواطئ المغربية نحو القارة الأمريكية٬ معتبرا أن "المحيطات لم تكن في يوم ما عائقا أمام تلاقح الحضارات وتقارب الثقافات بين الشعوب". وستشكل هذه المناسبة أيضا فرصة لتبادل الخبرات بين المدن البحرية لكل من المغرب والنرويج المرتبطان بهذه الرحلة الكبرى٬ التي سيتم إحياء ذكراها في ملتقى بريست. ويحظي المغرب في هذا الملتقى البحري العالمي٬ الذي ينعقد مرة كل أربع سنوات٬ إلى جانب كل من إندونيسيا والميكسيك والنرويج وروسيا٬ بصفة ضيف شرف.