أعطيت اليوم الأربعاء بمنطقة الصيد البحري الصويرية القديمة (31 كيلومتر جنوبآسفي) الانطلاقة الرسمية لانجاز المشروع النموذجي التجريبي لغمر الشعاب الاصطناعية بهذه المنطقة. ويندرج هذا المشروع في إطار التعاون المغربي الياباني في مجال الصيد البحري والذي يشكل استمرارية لبرنامج تأهيل قطاع الصيد التقليدي بمنطقة "الصويرية القديمة" الذي انطلق بإنجاز قرية للصيادين بهذه المنطقة بدعم من الحكومة اليابانية سنة 2001. ويهدف هذا المشروع التجريبي الأول من نوعه بالمغرب والثاني على مستوى شمال إفريقيا الى تأهيل المنطقة البحرية الممتدة جنوبي شاطئ الصويرية القديمة وتوفير أماكن مناسبة للصيد لفائدة الصيادين التقليديين مع توفير نظام بيئي متوازن لتكاثر الانواع البحرية التي تتعرض لمجهود كبير للصيد وخاصة الرخويات وأسماك العمق. وأوضح مدير التعاون والشؤون القانونية بقطاع الصيد البحري، السيد عبد الواحد بنعبو، في كلمة بالمناسبة أن المشروع يروم حماية المياه البحرية من الصيد العشوائي وغير القانوني عبر حواجز وكثل مانعة للجر داخل حزام 3 اميال بحرية وضمان تدبير عقلاني للثروة السمكية بهذه المنطقة، التي تعتبر المورد الرئيسي لنسبة كبيرة من الساكنة الممتهنين لحرفة الصيد البحري التقليدي. وأشار السيد بنعبو الى أن المشروع يكتسي صيغة البرنامج المتكامل والمندمج باعتماده مقاربة تشاركية تلتئم فيها كافة الفاعلين المؤسساتيين على المستويين المركزي والمحلي بما في ذلك المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري والصيادين التقليديين بالمنطقة. وستمكن هذه التجربة من استخلاص النتائج المفيدة من أجل تعميمها على المستوى المحلي والوطني في المناطق البحرية المواتية لهذا النوع من البنيات، وسوف تهم هذه النتائج على الخصوص الجانب العلمي لتدبير الموارد السمكية والجانب البيئي من أجل"صيد مسؤول" والجانب الاجتماعي والاقتصادي من خلال تحسين دخل الصيادين. ومن جانبها، شددت سفيرة اليابان بالمغرب، السيدة هاريهو هيروس، على أهمية التعاون القائم بين البلدين لاسيما في قطاع الصيد البحري والذي يعد انعكاسا للعلاقات الجيدة التي تجمعهما على اكثر من صعيد. كما أشارت الى مساهمة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي مند سنوات في العديد من المشاريع ذات الصبغة التنموية بمناطق مختلفة من المملكة. من جهته، نوه والي جهة دكالة عبدة، السيد العربي الصباري حسني، بالجهود التي تبذلها الوكالة اليابانية للتعاون للنهوض بقطاع الصيد التقليدي بهذه المنطقة، مشيرا الى الرعاية التنموية التي تحظى بها منطقة الصويرية القديمة على كافة المستويات والتي كان لها انعكاس ايجابي، خاصة على مردود الصيد من حيث الكمية والقيمة المالية. وأضاف أن الكميات المصطادة انتقلت من 360 طن بقيمة 7 ملايين و442 الف درهم سنة 2002 الى 1074 طن بقيمة 31 مليون درهم سنة 2008 ، كما انتقل عدد القوارب من 181 الى 300 قارب في حين ارتفع عدد البحارة الى ما يناهز 2000 بحار حاليا. واعتبر الوالي أن هذا المشروع من شأنه تعزيز علاقات التعاون بين اليابان والمغرب ودعم المسيرة التنموية بهذه المنطقة. وعلى هامش حفل انطلاق المشروع تم توقيع اتفاقية شراكة بين تعاونية الصيادين بالصويرية القديمة وجماعة لمعاشات سيتم بموجبها تعبئة الامكانيات المتاحة من أجل انجاز المشروع النموذجي لغمر الشعاب الاصطناعية بمنطقة الصيد البحري الصويرية القديمة لفائدة تعاونية ارباب القوارب وبحارة "الصويرية القديمة" بقرية الصيادين، وذلك في اطار التعاون القائم بين وزارة الفلاحة والصيد البحري (قطاع الصيد) والوكالة اليابانية للتعاون والرامي الى ضمان تدبير عقلاني ومستدام للموارد السمكية وبالتالي تحسين دخل البحارة. وتقضي الاتفاقية بشكل خاص بتفعيل جماعة لمعاشات لمبلغ مساهمتها المالية المحدد في 100 الف درهم وكذا مراعاة انجاز المشروع للاهداف والمقاربة التي من اجلها وضعت الاتفاقية.