اختتمت أول أمس السبت الدورة الأولى للمعرض الدولي للصيد البحري «أليوتيس» بأكادير وسط حديث للمنظمين عن نجاح حققه المعرض، سواء على صعيد مشاركة المهنيين المغاربة أو الأجانب أو عدد الزائرين، إلى جانب أجنحة العرض التي فاقت مساحتها ثلاث مرات مساحة العرض في المعارض التي احتضنتها مدينة أكادير في السنوات الماضية. وكان لافتا للانتباه الإقبال الكبير الذي حظي به جناح (ب) الخاص بالعتاد وتجهيزات أسطول الصيد، حيث تردد عليه آلاف البحارة الذين قدموا من مختلف المدن الساحلية للاطلاع على آخر مستجدات التقنيات والتجهيزات المستخدمة في قطاع الصيد البحري، سواء أدوات الصيد أو محركات السفن أو تجهيزات الرصد وتتبع أماكن الأسماك وغيرها، واشترى العديد من المهنيين في عين المكان تجهيزات «جي. بي إس» للتموقع الجغرافي عبر الأقمار الاصطناعية أو جهاز الصوندا وغيرها، فيما رأى البعض الآخر أن الأسعار المعروضة للعتاد لدى بعض الشركات العارضة مرتفعة نسبيا مقارنة بأسعار السوق. ولوحظ أن أكبر الأجنحة مساحة منحت لمؤسسات الدولة ذات الصلة بقطاع الصيد البحري كالمكتب الوطني للصيد، و«ماروك إيكسبو» وقطاع الصيد البحري التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، فيما سجل حضور ضعيف لجمعيات وتعاونيات الصيد التقليدي. وبصفة عامة، عبر العديد من مهنيي قطاع الصيد البحري، سواء العاملين في البحر أو في وحدات تحويل وتثمين منتوجات الصيد أو غرف الصيد البحري، عن ارتياحهم لتنظيم المعرض، الذي استحق حسب تصريحاتهم ل«المساء» صفة أول معرض دولي مهني للصيد البحري، سواء من حيث مستوى التنظيم أو نوعية المشاركة من داخل وخارج المغرب، ولو أن بعض العارضين أشار إلى أن ضرورة توسيع المشاركة الدولية في هذه التظاهرة التي تعد مؤشرا حيويا لمدى نجاح المعرض، ولم تتجاوز المدة التي استغرقها تنظيم المعرض ستة أشهر، فيما تستغرق معارض دولية مرموقة أكثر من سنة ونصف. والتقت «المساء» بعض تعاونيات الصيد التي تشارك لأول مرة في معرض دولي للصيد البحري، حيث قال عضو في التعاونية الوطنية للصيد التقليدي بطانطان إن مشاركة هذه الأخيرة تميزت بعرض أنواع الأسماك المعروفة في المنطقة ك «الباجو» و«الشامة» و«بوخاتم» و«الدرعي» و«الروجي» و«الصول»، وأشار رئيس التعاونية أحمد الخروبي إلى أن أبرز انشغالات مهنيي الصيد التقليدي هو غياب الضمان الاجتماعي والتأمين على السفن، كما يريد هؤلاء المهنيين رفع السقف القانوني لحمولة وحدات الصيد لتنتقل من طنين حاليا إلى ثلاثة أطنان. فيما عرضت تعاونية الصيادين التقليديين بالصويرية القديمة بنواحي أسفي أول مشروع تجريبي لغمر الشعب الاصطناعية بعرض ساحل الصويرية القديمة، والذي يرمي إلى توفير ظروف استقطاب أنواع جديدة من الأصناف لا تعيش عادة في منطقة الغمر ك «السار» و«الأخطبوط»، إضافة إلى إرجاع سمك «الدرعي» إلى المنطقة بعدما تقلصت أعداده بشكل كبير نتيجة الصيد المفرط. وقد بلغت قيمة المشروع الذي مولته جزئيا الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، نحو 15 مليون سنتيم. وبخصوص إبرام فرص شراكة وأعمال تجارية داخل المعرض، عبر عدد من المهنيين الذين التقتهم «المساء» عن تحقيقهم عدة صفقات مبدئية مع فاعلين داخل وخارج المغرب، سواء لتصدير كمية من السمك المغربي إلى شركات أجنبية كروسيا، أو اقتناء بعض تقنيات الصيد من لدن شركات مغربية لتحويل وتثمين منتجات البحر. وبموازاة مع مشاركة العارضين، كانت للباحثين والمهتمين بقضايا البحث العلمي في الصيد البحري فرصة للمشاركة في أربع جلسات علمية على مدى يومي الخميس والجمعة الماضيين عرفت حضورا كبيرا لخبراء أجانب من الدول الإفريقية الفرنكفونية ومن الاتحاد الأوربي، وعالجت قضايا التغيرات المناخية وتأثيرها على التوازنات البيئية للوسط البحري، وتربية الأحياء البحرية والشعاب الاصطناعية، والفضاءات البحرية المحمية، والتكنولوجيا البيولوجية، وواقع وتوجهات سوق منتوجات الصيد في المغرب والعالم.